الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس: تتشدّق الولايات المتحدّة الأمريكيّة بالديمقراطيّة، وتعتبر أنّ صحافتها على مختلف مشاربها تتمتّع باستقلالية كاملة، وتمنح جميع الأطراف الحريّة في التعبير عن آرائهم،
ولكن عندما يصل الأمر إلى الـ”مسّ” بربيبتها، الدولة العبريّة، فإنّ حريّة الصحافة تختفي، لا بلْ أكثر من ذلك، فإنّ وسائل الإعلام الأمريكيّة على مختلف مشاربها، التي تدعم الرواية الإسرائيليّة المزيفّة، تقوم باتخاذ إجراءات عقابيّة ضدّ أيّ مراسل يتجرأ على توجيه انتقاد لسكّان إسرائيل، وهذا ما حدث لمراسلة شبكة التلفزة الأمريكيّة (CNN)، ديانا مغناي، التي تعمل في إسرائيل، ووصلت إلى مدينة سديروت الجنوبيّة لتغطية عمليات إطلاق الصواريخ من قبل جيش الاحتلال الإسرائيليّ باتجاه قطاع غزّة.
المراسلة المذكورة، تعرّضت على ما يبدو هي والطاقم الذي يعمل معها إلى مضايقات من قبل السكان الإسرائيليين في المدينة، الأمر الذي دفعها إلى إطلاق تغريدة على موقعها في (تويتر) حيث كتبت: الإسرائيليون كانوا يقفون على التلال، ويقومون بتشجيع الجيش بمواصلة قصف غزّة، إنّهم قاموا بتهديدنا بإتلاف وتخريب سيارتنا، إذا قلنا كلمة سيئّة، إنّهم حثالة البشر”، على حدّ تعبيرها.
إدارة شبكة التلفزة لم تتأخر بالردّ على هذه التغريدة، وأمرت المراسلة بترك الدولة العبريّة فورًا، والانتقال إلى العاصمة الروسيّة، موسكو، لتغطية تبعات سقوط الطائرة الماليزيّة.
وتابع الموقع العبريّ قائلاً، نقلاً عن مصادر إسرائيليّة كانت مطلعّة على سير الأحداث، إنّ المراسلة قالت لمديري شبكة التلفزة إنّ مجموعة من الإسرائيليين قاموا بقذفها والطاقم المرافق لها بالحجارة، وأنّها قامت بكتابة التغريدة وهي في حالة غضب، وأكدّت لهم أنّه لم تكُن لديها أيّ نيّة للمس بأيّ طرف من أطراف النزاع.
ولكنّ المصادر الإسرائيليّة تابعت قائلةً إنّ المراسلة، وبعد أنْ فهمت مدى العاصفة التي سببتها التغريدة المذكورة قامت بشطبها.
وعقبّت شبكة التلفزة رسميًا على الحادث بالقول: بعد أنْ تعرّضت المراسلة للتهديدات والمضايقات الكلاميّة قبل وخلال البث الحيّ والمباشر، قامت بالرد بغضب على ذلك عبر (تويتير)، إنّها، أضافت الشبكة، نادمة على الكلمات الصعبة التي استخدمتها، والتي وُجهت للأشخاص الذين قاموا بالهجوم على الطاقم فقط.
الشبكة والمراسلة، خلُص التعقيب إلى القول، يُعبّران عن أسفهما لكلّ من مُسّ من التغريدة ويعتذران.
|