تأبط أرواقا مشاركة كهل على هامش لقاء الشباب
الخميس, 20 مارس 2014 12:21

أدي آدبفهذا عنوان قصبدة كتبتها1994يوم كنت شابا،وقد أصبحت يعد ذلك عنوان أحد ديوانيَّ المنشورين، وهي تتقمص لقب الصعلوك العربي "تأبط شرا"،لأني بدأت أدرك منذ ذلك العهد أن المثقف عموما ، وحملة الشهادات خصوصا أصبحوا يتأبطون شرا بكل المعاني،بعدما استحوذ

الجهلة على مفاصل الحباة،فصارت الشهادات سيف الصعلوك المتمرد الذي يواجه به ظلم الواقع،وهي أيضا مجرد شبكة صيد

- ولو في المياه العكرة

- لدى مثقفي البلاطات المتعاقبة،ورغم تقادم تاريخ ميلاد القصيدة،فمازالت سارية المفعول،ومازالت الأوضاع ضاربة الأطناب،وما زال الصعلوك المتأبط أوراقه يسكنني،رغم الكهولة لم يبدل جلده، ولا وجهه،ولا قلبه،ولم يبع صوته:

عُمْري .. تَبَدَّدَ .. أهْبـاءً ..تَنَاهَبَــــهُ هذا الرصيـفُ .. وهاتيـكَ الوزاراتُ

فمُذْ تَخـَرَّجْتُ هـَا أوْراقُ صَعْلَــكَـتي لقدْ تَأبَّطْتُها .. هَذِي الشَّهَــاداتُ

المنْـحُ.. والدَّمْجُ..والتَّوْظِيفُ.. أغْنِيةٌ مِنْ لحن عرْقوبَ..والشَّادُونَ بُوقاتُ

إنيِّ احْتـَرَقْتُ لهاثا..وانْتعَلْتُ دَمًا .. خَلْفَ السَّرابِ .. فَهَلْ للرِّيِّ مِيقاتُ؟!

رأسِي يَعُجُّ بأمْواج الثقافــةِ ..هَـلْ تُغْني عن الجائع..الظامي.. الثقافاتُ؟

أمِّي..أبي..يَرْقباني فَجْرَ سُنْبُــلـةٍ عَفْوًا.. لقدْ وُئِدَتْ- في الإبْن- خَيْراتُ

سُدَّا بكُتْبي خُروقَ الكوُخ..واصْطَبِرَا كـيْ لا تُمزِّقَ صدْرَ الكــــوخ آهـاتُ

إلى مَ أصْلَبُ .. بيْن الكُتْب..مُطَّرَحـًا رَهينَ كُـوخي.. بجُـوع الخُبْز أقْتاتُ

وفي القُصُور الِجنانِ القَطُّ في رَغَـدٍ والفَارُ .. والكَلْبُ..والخِنْزيرُ..والشَّاةُ؟!

ظِلِّي ثَقيلٌ.. ووجْهي قدْ غَدَا شَبَحًـا تخْشـاهُ - عَبْرَ مَرايـاهَا- البُيــوتـاتُ!

صَوْتي فَحِيحُ لَدَيْهمْ..ليْسَ تُسْمَعُ لي- إلَّا إذا اصْطَرَعَ الأحْزابُ- "أصْواتُ"

هُناكَ أشْدُوا .. مَدَى إيجَـارِ حنْجُرَتي وأرْبَحُ القَـوْل "سِيناتٌ" و"سَوْفـاتُ"

وا ضيْعَتـي.. بيْنَ تَأْجيرٍ وصَعْلَكـَةٍ وا ضَيْعَـةَ العِلْم داسَتْـهُ الدُلاراتُ!

وا مِشْعـَلاً..تَسْرِقُ الأيَّـامُ طَاقَتَهُ لوْ وُظِّفَـتْ في بِنـاءِ الأرْضِ طاقاتُ!

سَفِينَةُ الوَطَنِ المنْهُـوبِ تائهــةٌ أنّى لها دُونَ أهْـلِ العِلْم مَنْجاةُ؟!

إلى مَ أنْظـرُ والأحْداثُ مَهْزَلَةٌ تُدْمـِي مَرائيَّ - مِنْ "سِيزيفَ"- مَأساةُ؟!

قدْ يَكْسِرُ الماردُ المسْجُونُ قمْقمًـهُ ألَيْـسَ لِلْغُولِ- بعْدَ النَّوْمِ- هَبَّـاتُ؟!

أدي ولد آدب-1994

--------------------------------

من صفحة الأستاذ والشاعر الكبير ادي ولد ادب على الفيس بوك