قلق في الخليج وفرحة في طهران
الأربعاء, 19 مارس 2014 02:14

msfar111اسأل نفسي عند طلوع كل شمس وعد الغروب ماذا اصاب القيادات السياسية في خليجنا العربي حتى يصلوا بنا الى ما وصلنا اليه اليوم؟ هل غاب العقل وانعدمت الحكمة عندهم او عند بعضهم او في بلاطهم؟ هل هذه لعنة مساعدتهم لقوى اجنبية عام 1991 لايصال العراق

 الى ما وصل اليه اليوم؟ هل لانهم اهملوا القضية الفلسطينية والقبلة التي وجهت نحوها اول ركعة في الاسلام، بيت المقدس، ليعبث بها قطعان المستوطنات وذرية الكيبوتس وبقايا المحرقة النازية وذريتهم؟ هل ما حل بنا لعنة يمنية لاننا تركناهم ينهشهم الفقر والمرض والامية وطغيان علي عبد الله صالح  ونحن اهل الخليج اموالنا تنثر في كل مكان بوعي واحيانا بلا وعي ودليلي ان بعض دول الخليج العربي انفقت على الحكم الانقلابي في مصر حتى تاريخة ما لا يقل عن 30 مليار دولار في فترة اقل من ثمانية اشهر بينما الشعب في دول الثروة معظمهم بلا سكن يليق بهم واخرون لا يجدون اماكن لاطفالهم في المدارس لازدحامها بالطلاب ذكرانا وايناث .

 

( 2 )

 

لماذا اختلف قادتنا في دول مجلس التعاون الخليجي الى الحد الذي بدأ الاقزام يتطاولون على قياداتنا الخليجية الشامخة على كل وسائل الاعلام، لقد وجد اؤلئك المناخ مواتيا لقذف هذا الحاكم او ذاك بهدف ارضاء هذا الحاكم او ذاك اقول وانا صادق القول انبهكم يا معشر المستكتبين في وسائل الاعلام ان حكامنا مهما بلغ بهم الخلاف ولاختلاف الا انهم اصحاب سمو لا يقبلون المساس ببعضهم البعض انهم يعضون بعضهم بعضا “بالشفايف  وليس بالاسنان” فاحذروا  انهم في خلافهم سرعان ما يتفقون وسوف تكونون من الخاسرين .

الجواب على سؤالي في اول الفقرة هذه. انهم اختلفوا في شان مصر فريق يري ان ما حدث في مصر امر داخلي يسميه البعض منهم انقلاب والاخر ينفي صفة الانقلاب وفي الحالتين سقط النظام بتدبير عسكري محض، هذا التدبير العسكري الماكر قبل حدوثه طالب الشعب بالخروج  الى الشوارع لتكليفة باسقاط النظام حماية للوطن وحربا على الارهاب، واي ارهاب يعنون !!

( 3 )

للخروج من هذه الحلقة المفرغة تقول اوثق المصادر ان قطر تقدمت باقتراح الى اطراف الاختلاف الخليجي في شان مصر  مؤداه كي لا نختلف ويذهب ريحنا تعالوا نتفق على تكليف شخصية مصرية ليست خلافية مقبولة من الشعب المصري وليست من انصار النظام المعزول “الرئيس محمد مرسي” ولا من انصار الانقلابيين المشير السيسي  وندعوه لتشيكل حكومة مصرية انتقالية توافقية  لمدة خمس سنوات يعد فيها دستورا وطنيا وتجري في ظلها انتخابات برلمانية ورئاسية  في نهاية تلك المدة  وعلينا دول الخليج مساندة تلك الحكومة ماليا وسياسيا وامنيا كي تستقر مصر، استحسنت الفكرة وتم الاتفاق عليها من حيث المبدا الا ان مياها ساخنة جرت تحت الاقدام، وبلا مقدمات فشل المقترح.

بكل صدق مصر تعيش ازمة حالكة السواد ساسية واقتصادية وامنية واجتماعية لا يمكن حلها الا بتوافق مصري ــ مصري كما هو الاقتراح القطري .المشير عبد الفتاح السيسي يعترف زعيم الانقلاب يعترف امام نقابة الفلاحين في 9 مارس الحالي ان مصر تواجه ازمة  اقتصادية خانقة اذ بلغت ديون مصر الداخلية والخارجية 1700 مليار  جنيه، وان عدد سكان مصر 95 مليون تقريبا، انه حمل ثقيل لا اعرف كيف نتدبره كما قال، وسؤالى الم يعلم المشير قبل انقلابه على الشرعية عن حال مصر؟!! انها كارثة.

( 4 )

في اطار ذلك الخلاف الذي لا معنى له راحت بعض الصحف العربية من وراء الحدود وشخصيات لا نستهين بشانها في دول خليجية  تؤلب الاحقاد وتثير الضغائن ضد دولة قطر، ولكل اسبابه وليس هذا مجال ذكر الاسباب، تقول واحدة من تلك الصحف ان التنظيم الدولي للاخوان المسلمين اجتمع سرا في تركيا وتبنى خطة لاستهداف دول الخليج العربي بالفتن والمؤامرات  وبتمويل قطري، وكأن قطر ليست من دول الخليج، وسؤالي اذا كان ذلك الاجتماع سريا للغاية فكيف تسرب خبر قراراته الى تلك الصحف؟ جوابي، هذا هو اعلام الازمات الذي لا يخدم وطنا ولا نظاما سياسيا لاي دولة خليجية، انه اعلام الهدم والتدمير وبث الكراهية بين الاشقاء  ليبقى رجاله بين الانقاض كا الصراصير الالمانية التي عندها قدرة على التكيف مع  المبيدات .

(5)

اعترف باني لست من انصار تولي “حركة الاخوان المسلمين” لقيادة اي دولة عربية لاسباب متعددة وقد ذكرت بعضا منها على تلفزيون الحوار في برنامج اشتركت فيه مع الدكتور عزام وقلت: قد ينجح الاخوان المسلمون في مصر في الانتخابات ولكن لن يسمح لهم عربيا ودوليا بالنجاح في ادارة الدولة” وهنا تقع الكارثة، ذلك القول كان عشية الجولة الثانية من الانتخابات المصرية بين الدكتور محمد مرسي والسيد احمد شفيق، الامر الثاني ان الغرب كله له معنا معشر المسلمين العرب ثار كبير من عهد الحروب الصليبية، ووصول  الاسلام الى ابواب فرنسا واجتياح اوروبا الشرقية وصولا الى  ابواب فينا، الامر الثالث في ضعفنا، هو اننا معتمدين في تبادلنا التجاري والعلمي والمواصلات والاتصالات على العالم كله الذي يتحكم فيه الدولار والين والجنية الاسترليني واليورو والبنوك الاجنبية. نحن نحتاج اولا الى بناء القدرات ثم العمل على  قيام دولة عربية اسلامية قوية

(6)

في ظل  العبث الجاري في مصر العزيزة وملاحقة كل صاحب رأي بتهمة الارهاب وانشغال شخصياتها بتثبيت مراكزهم وتحقيق مصالحهم الذاتية وانشغال وسائل اعلامها بكيل الاتهامات لدولة قطر بانها وراء ازمات مصر، وفي ظل الحرب الاهلية الدائرة في كل من العراق وسورية واليمن وفوضى سياسية وامنية ومجتمعية في لبنان  وفساد النظام السياسي في السودان واختراقات قوى متعددة في القرن الافريقي وغياب العقل والحكمة في دول الخليج العربي تجد ايران ساحات وميادين التوسح والتمدد  مفتوحة امامها من افغانستان شرقا حتى لبنان شمالا ومن الخليج شرقا حتى شواطئ البحر الاحمر غربا .

اخر القول: يا حكام الخليج العربي احسنوا نواياكم في بعضكم، وثقوا في مواطنيكم، لا تختلفوا فيذهب ريحكم  ويطمع فيكم الاعداء والمتربصون، واعلموا ان مصر باقية كبقاء اهرامات الجيزة بكم او بدونكم، ولكن انتم في مهب الريح يحيط بكم المتربصون، افلا تبصرون؟!!

 

د . محمد صالح المسفر