صرخة في وجه واقع/يب المحتار ولد محمد سعدبوه |
الثلاثاء, 10 مارس 2015 15:08 |
بمناسبة الزيارة الميمونة التي ينوي رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز القيام بها لولاية الحوض الشرقي اخترت أن أكون من أول المباركين لهذه الزيارة كما أود أيضا أن أدلي بدلوي مع الإخوة الذين كتبوا آراءهم بخصوص أهمية هذه الزيارة ومدى انعكاسها على حياة المواطن الشرقي وأحترم لهؤلاء آراءهم التي عبروا عنها,ولكن يجب عليهم أن لا ينسوا الواقع الذي يعيشه أهل الولاية قبل أن تكون هنالك فرصة للكتابة ,والتي من خلالها نتعرف علي مدي قدرتنا علي إقناع الآخر من خلال التعبير عن العموميات,والاستدلال بأساليب التقرب و كسب الود. ولست هنا أتحدث في السياسة,ولا أكتب من أجل الشهرة,وإنما أسطر واقعا ننساه دائما كل ما وجدنا فرصة للبوح به كهذه مثلا, وأمام أعلي هرم في السلطة .وفي منزلة أمير المؤمنين كهذا الذي بين ظهرانينا غدا,ولكننا للأسف الشديد ننشغل عن تذكر هذا الواقع في البحث عن الجديد وركوب الحديد وكسب المزيد, وآخذ العذر هنا من هؤلاء لأنهم مجبورون بحكم الحاجة والانصياع لأوامر القادة بفعل السلطة أوالجاه رغبة أور هبة. وانطلاقا من شعوري وإحساسي بهذا الواقع اخترت أن أدون مشاركتي علي الطريقة السردية حتى يظهر جليا واقعنا الحقيقي, كي يتسنى لمن نسكوا إليه حالنا الطريقة التي تمكنه من الوصول إلى الحلول وسأتناول الموضوع نقطة تلو الأخرى وليس هذا الترتيب من باب الأولوية وإنما هو من باب التعدد, . وأريد أن أقول هنا أن هذه الزيارة ليست هي الأولي من نوعها التي يقوم بها رئيس الجمهورية لهذه الولاية,ولم يلاحظ المواطن الشرقي أي انعكاس إيجابي علي مستوي حيا ته اليومية بعد كل تلك الزيارا ت, ويتجلي ذلك واضحا في التزايد الملاحظ بخصوص أسعار المواد الأولية والتي تمن علينا الحكومة بدكا كين أمل كل ما كان الحديث عنها متاحا في الوقت الذي لا تعلم فيه الحكومة أ وتعلم أن هذه الدكاكين مفتوحة لصالح التجار وليست لأصحاب الدخل المحدود الذين لا يجدون تارة ما يقتاتون به , وهذا واقع وليس كلاما تحشوا به السطور ولا يجب أن نسكت عنه ومسئولون عنه اليوم وغدا إن لم نبلغ عنه في زمن الحريات ت وتعدد وسائل التعبير, وبين هذا التقصير الذي نحن طرفا فيه وإهمال السلطة المسؤولة عنه يضيع حق المواطن المسكين. وليس برنامج أمل هذا حلا سحريا لهذا المشكل الذي تعاني منه هذه الساكنة ردحا من الزمن فهل من مغيث ؟ وفي مجال الصحة فسنجد ما نكتب ولا نزيد فيه والكل يشاطرني ما أقول وقد يكون ممن كانوا يوما ضحية هذا الواقع عندما تأتي للمستشفي الجهوري بالنعمة وعندك حالة مستعجلة تستدعي الكشف عن أسبابها أو معاينة طبيب مختص يشخص هذه الحالة فإنك تفاجأ بطاقم طبي يستعصى عليه الكشف أو حتى التشخيص وذالك لقلة التخصصات ت الموجودة والنقص الحاد في أجهزة الكشف وحتى الأدوات الضرورية المسا عدة علي القيام بعملية جراحية لهذا المريض إن كانت حالته تستدعي ذالك ,وأنت في حيرة من أمرك وقلبك يعتصر ألما بين فكي كماشة بين واقع مريضك والواقع الذي أنت واقف فيه, يلتفت إليك الطبيب المداوم بعد أن تشابهت عليه الأعراض قائلا يجب أن ينقل هذا المريض فورا إلي أنوا كشوط وفي سيارة إسعاف تؤجر ب مبلغ مائة وعشرون ألف أوقية مقسمة على البنزين والسائق وتارة يكون هنالك طبيب مرافق يجد نصيبه من هذه الكعكة, فأي واقع هذا؟ وأية صحة هذه؟ وأي مستشفي نتحدث عنه في القرن الواحد والعشرين؟ وفي عاصمة ولاية تعد ثاني ولاية في الكثافة السكانية وأول ولاية في الولاء المطلق للأنظمة المتعاقبة. وفي مجال المياه الصالحة للشرب فلا أحد منا يعجز عن وصف تلك الصورة التي تعكس عمق المعانات عندما تبحث عن عربة مياه في الصباح الباكر وتجد صاحبها وهو لازال ذاهبا ألي الحنفية الوحيدة- المفعلة بين الحنفيات الأخرى علي مرآى ومسمع من الجميع- يعدنا بأنه سيأتيننا في الحال وعند تمام الساعة الواحدة يأتيك وقد أرهقه التعب ويرد عليك قائلا ( الم ما ينشا ف أمكيفن أ لحكن الرنك) فهل يعقل أن نعيش واقعا كهذا ونتسابق إلي كسب مصالح أخري ضيقة؟ فهل من حاجة أهم عندنا من شربة ماء نروي بها عطشنا وعطش أبنائنا في هذه المنطقة الحارة ؟وهل يعقل قتل شعب مقابل الحصول على دريهمات تجمع من هذه الحنفية الوحيدة؟ وفي مجال الزراعة فإن الولاية تعتبر من أهم الولايات من حيث خصوبة التربة ومع ذالك فإن الحكومة لم تتبني أي مشروع زراعي رغم معرفتها بالدور الاقتصادي الذي تلعبه الزراعة في هذه المنطقة وقدرة أهلها علي فاعلية الإنتاج, وكل واحد منا يعرف نسبة الاكتفاء الذاتي التي كنا نحقق سنويا من خلال أنتاجنا لمادة الزرع و بوسائلنا التقليدية والمتواضعة ,لكننا اليوم وبعد أن كلت سواعدنا ,ووقفنا عاجزين عن مواصلة هذا النشاط ,فإننا لم نلاحظ أي مبادرة قيم بها في هذا المجال الحيوي الذي يعتبر المادة الأولية للعيش هنا مما جعل المواطن الشرقي يستوردها من الدولة الجارة (مالي), هذا في الوقت الذي شاهدنا فيه تدخلا إيجابيا في مجال زراعة الأرز والخضروات في أترارزه وزراعة القمح والخضروات أيضا في لعصابة, فعلى أي معيار تم اختيار هذه المناطق لدعم الزراعة وإقصاء ولايتنا؟ وقبل أن ننهي التعليق علي هذه النقطة أريد أن أنوه بالدور الذي تلعبه البساتين في مجال إنتاج الخضروات رغم قلة الوسائل وندرة المياه وعمق الآبار,وأخص بالذكر هنا بساتين بو أخزامة النموذجية التي تساهم وبشكل كبير في توفير بعض الخضروات .فهل ستتراجع الحكومة عن هذا الإقصاء المتعمد لولايتنا منذ خمس وعشرون سنة رغم تعاقب أبنائها علي رئاسة هذه الحكومات؟ وليس مجال الصناعة أحسن واقعا من سابقيه بل أسوء جدا عند ما نتحدث عن البطالة في وسطنا الحضري والريفي مما شجع علي الهجرة بشكل كبير حيث تتوزع الساكنة علي أنوا كشوط , وأزويرات و أنواذيبو حيث توجد المصانع ,كما كان البحث عن العمل يدفعنا إلي الهجرة بعيدا خارج أرض الوطن,ويعتبر ساحل العاج أهم قبلة لهؤلاء,ونأمل خيرا في هذه المصانع التي تنوي الدولة إنشاءها في المنطقة كمصنع الألبان ومصنع الجلود من جهة ونخجل من ذكر هذه المصانع حتي لا نكون كالكمون من جهة أخري رغم تحفظنا علي طاقة استيعابها لليد العاملة . وأخيرا وبعد هذا العرض الذي يعكس صورة واقعنا فإنني أدعو أصحاب القرار في السلطة من أبناء هذه الولاية قبل أن يسوقوا قواعدهم الشعبية إلي يوم مشهود- يوم الخامس عشر من مارس- أن يعملوا جادين في تحسين ظروفهم الصحية والمعيشية , كما أدعو أصحا ب الرأي والوجهاء السياسيين وعمد البلد يا ت إلي النهوض بالولاية من هذا الواقع من خلال صرخة موحدة حتى يسمع رئيس الجمهورية صوتهم ويطلع علي معانا تهم.ولن يضيع حق وراءه مطالب . وأقول في الختام كفانا وعودا,و كفانا جوعا, وكفانا مرضا ,وكفانا تهميشا [email protected] 36140997 |