القمامة في بلادي تعتصم! |
السبت, 14 مارس 2015 01:41 |
استبشرت الجماهير خيرا بالتغيير لكن من اتت بهم اضافة الى اولئك الذين اجبروا الجماهير على الاعتراف بهم بفعل القوى الخارجية لم يحققوا للجماهير املها في التغيير بل استخفوا بها فكانت عمليات الترويع بشتى انواع السلاح,وطالت عمليات السطو والسلب والنهب القطاع العام ومنها على سبيل المثال لا الحصر سيارات الاسعاف لبعض المراكز الصحية كذلك سيارات نقل القمامة وسرقة اسلاك شبكة الكهرباء وانقطاع متكرر في التيار الكهربائي ولم تسلم الممتلكات الشخصية للأفراد من تلك الاعمال, وإقفال مراكز الخدمات, لم يعد للدولة وجود, المشاهد العسكرية المؤللة والراجلة في كل مكان بل في كل حي من احياء العاصمة صارت مألوفة. فكل من هب ودب كوّن ميليشيا ويستخدمها للاسترزاق وفرض رؤاه ومعتقداته. خرجت الجماهير عديد المرات الى الميادين والشوارع في تظاهرات سلمية مطالبة بتحسين الاوضاع الامنية والسعي الى تقديم الخدمات الضرورية وخروج العناصر المسلحة من العاصمة, وكردة فعل على تلك المطالب قامت الميليشيات بإقفال المراكز الخدمية بأكوام الرمل والزلط وفي كل مرة يخرج علينا المسئولين بأنهم سيلبون مطالب الجماهير المحقة وهي وعود لا تعدو كونها ذر الرماد في العيون,في كل يوم تستنزف ثروات الدولة النفطية فلا احد يعرف اين تذهب عائداته بعثروا الاموال يمينا وشمالا وفي كل اتجاه وأحيانا يسكتون الشعب ببعض الهدايا " العيديات,علاوة الاطفال" تأخذها الجماهير بيد لتنفقها فورا باليد الاخرى بسبب اطماع التجار الجشعين.وعدم وجود رقابة على الاسعار. شعر الجميع بالإحباط لعدم تلبية مطالبهم صرنا نفقد كل يوم شيئا جديدا, لم نتعود على انقطاع التيار الكهربائي في عز الصيف,فقد أمّن لنا النظام السابق ذلك وإن بالاستعانة بدول الجوار,وبالخصوص يقول وزير الكهرباء ان استمرت اعمال التعدي على الشبكة فأبشروا بانقطاع مزمن. عدنا الى طوابير التزود بالوقود وهي تذكرنا بتلك الايام العصيبة التي حوصرنا فيها من قبل الناتو فشمل المواد الاساسية التي لم تكن مدرجة بالقرار 1973 ومنها الغذاء والوقود. لا شك أن ما يجري في مصر قد أرخى بظلاله على الساحة الليبية وبالأخص على متأخونينا الممسكون بزمام الأمور رغم سقوطهم في الانتخابات,وهم ينظرون إلى زملاء لهم بأرض الكنانة يقادون إلى مراكز التحقيق بعد أن أوصلتهم إلى مناصب عليا ورفعت من شانهم ولكن اتضح أنهم ليسوا أكفاء لتك المناصب وليسوا أهلا للثقة التي منحت إليهم والعقبى لمتأخونينا بالدخول للسجون التي أرادوا أن يدخلوا كافة أفراد الشعب فيها. وأخيرا ولعدم حصول عمال شركة النظافة على مرتباتهم لعدة أشهر,أصبحنا نشاهد بالعاصمة والمدن المجاورة أكداس القمامة في مختلف الأحياء والأزقة وكأني بالقمامة تثور على الوضع المزري الذي تمر به البلد فقامت بالاعتصام نيابة عن الليبيين الذين يبدو أنهم أصبحوا متأقلمين مع الواقع المر,فالشارع الليبي صار سلبيا بحيث أعطى انطباع بأنه راض عما يجري بالبلد حيث عمليات القتل والاختطاف التي تطال أبناء المدينة,ترى متى تنتفض جماهير العاصمة في وجه مغتصبي السلطة, وتلقي بهم في الطريق العام وتلفظهم كما تلقى القمامة وأن " القمامة" اشرف منهم فقد يعاد تدويرها والاستفادة منها .حقا انه الزمن الرديء الذي أتى بهؤلاء الى سدة الحكم ليتحكموا في مصير شعب بأكمله. من ليبيا يأتي الجديد قيل ان هيرودوت قالها ذات مرة لكنني اجزم انه لم يكن يدور بخلده ان الليبيين سيأتي عليهم يوم لا يستطيعون تغيير أوضاعهم المعيشية والأمنية,وليسجل العاملون بقطاع النظافة ظاهرة حضارية جديدة للتعبير السلميفالقمامة في بلادي تعتصم.
ميلاد عمر المزوغي كاتب ة شاعر ليبي |