في إثيوبيا.. للضحك مدرسة يديرها “ملك” |
الاثنين, 23 مارس 2015 09:44 |
مساء كل سبت، يذهب بيلاشوا غيرما، صاحب الرقم القياسي لأطول ضحكة في العالم، إلى مدرسته في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لتدريب تلاميذه على الضحك للتخلص من همومهم. “الضحك وسيلة تواصل بين الجميع.. الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار، القادة والشحاذين”.. هكذا استهل جيرما (49 عاما) حديثه خلال مقابلة مع وكالة الأناضول. وحقق “غيرما” هو صاحب الرقم القياسي في لأطول ضحكة موسوعة غينيس في العالم ، بعد أن استغرق في الضحك لمدة ثلاث ساعات و6 دقائق دون توقف عام 2008، ويحمل درجة الماجستير في علم النفس والاجتماع. وقال غيرما، الذي افتتح أكاديمية للضحك في أفريقيا عام 2011، إن مدرسته توفر نوعين من الدورات التدريبة أولاهما، دورة تدريبية مدتها 8 ساعات، لكبار السن والحوامل، والأخرى هي دورة “التدريب المهني” وتستغرق 36 ساعة، وهي مخصصة لأصحاب المهن مثل علماء النفس والممرضات والأطباء وربات البيوت. وأوضح أن الثقافة التي يعمل على نشرها بين تلاميذه في مدرسة الضحك ترمي إلى تهدئة الأعصاب والعلاج النفسي بتوسيع الأوعية الدموية وتنشيط عضلات القلب، والحد من التوتر لخلق عالم أفضل، لافتا إلى أن “العالم المتقدم يستثمر مبالغ كبيرة في علاج الأمراض النفسية والعصبية والضيق والإجهاد. وأضاف: “في الوقت الذي لا يمكنني الوصول إلى كل شخص، فأولئك الذين يتلقون التدريب المهني يساعدونني في إعطاء التدريب”. وأشار “غيرما”، المعروفة باسم “ملك الضحك”، إلى أن المدرسة أصبحت تستوعب متدربين من مختلف قطاعات المجتمع من المستويات كافة، وبوسع أي شخص أن يلتحق بمدرسته نظير رسوم حوالي 22 دولار، ولكن الحوامل يتم إعفائهن من الرسوم. وتابع: “لا نطالب الأمهات الحوامل بدفع مقابل مادي كالآخرين، لأننا نعتقد أن الجنين داخل الرحم هو مستقبل الغد، فعندما تضحك امرأة حامل، يبدأ الجنين القفز داخل الرحم، وهذا أمر جيد بالنسبة لصحة كل من الأم والطفل”. وأردف: “عندما أضحك من كل قلبي وأنظر مباشرة في عينيك، فإن ذلك يحدث نوعا من العدوى وتبدأ بالضحك أنت أيضا”، معتبرا أن الضحك أفضل وسيلة للتواصل بين البشر بغض النظر عن اختلاف الثقافات. ومنذ أن حطم الرقم القياسي العالمي، يسعى “غيرما” لرسم ابتسامة على وجوه مواطنيه في إثيوبيا التي تقل فيها العيادات والأطباء النفسانيين. ومضى قائلا: “نذهب إلى مختلف المدارس والمستشفيات ودور رعاية المسنين، حيث يمكننا أن نُضحك الأطفال والمرضى نزلاء المستشفيات من بينهم أولئك المصابين بأمراض عقلية والمسنين”. ونوه إلى أنه يزور المدارس المختلفة وأكثر المدارس التي يزورها أسبوعيا، مدرسة “سانت مسقل”، وعندما حضرت كاميرا الأناضول زيارته لهذه المدرسة، بدأ “غيرما” حديثه قائلا: “هو هو هو، ها ها ها”، وبدأ الأطفال بزيهم المدرسي يحاكونه، ثم انفجر الجميع في الضحك. من جانبه قال “سالمون جيسي” صاحب مدرسة “سانت مايكل”، إن “الضحك والتربية يرتبطان بشكل مباشر. والأطفال يمارسون الضحك من دون سبب لأنه أمر جيد، ويساعد على تحسين عملية التعلم والتدريس″. واستذكر أنه تمكن من إضحاك معمر يبلغ من العمر 105 أعوام، وجعل سكان إسرائيل وفلسطين يضحكون معا، خلال زيارة إلى الأراضي الفلسطينية (لم يحدد موعدها)، وقام بتخريج دفعات كثيرة خلال الـ4 سنوات من إنشاء المدرسة، ضمنت الدفعة الأولى 36 طالبا مشيرا إلى أن المدرسة تقيم حفل تخريج للدارسين في نهاية الدورات التدريبية. وأشار “غيرما” وهو أب لستة أبناء إلى أنه وجد عزاءه في الضحك بعد وفاة زوجته المريضة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز). وبين أنه بدأ حياته بالتدريس في مدرسة ابتدائية، ثم أصبح مديرا للمدرسة، وبعدها عمل مدربا كرة قدم للكلاب البوليسية ووجد تشجيعا وحوافز من أفراد الشرطة حتى تمكن من افتتاح سوق تجاري وبناء منزل قبل أن تهدم كل ممتلكاته بسبب الفيضانات تارة واندلاع حريق تارة أخرى. ومضى قائلا، شعرت باليأس وانهارت حياتي طيلة 20 عاما عندما أصبحت من مدمني التدخين والكحوليات وبدأت أمارس علاقات غير شرعية لنسيان ما حدث. وأردف: “فقدت زوجتي التي ماتت بفيروس الإيدز. فأصبحت معزولا ووحيدا. واستغرقت في قراءة الكتب النفسية والكتاب المقدس، قبل أن أقرأ كتابا يروي كيف تتخلص من القلق قبل أن يحطمك. ثم بدأت ممارسة السعادة والضحك أمام مرآة بسبب ودون سبب”. وزاد بالقول: “بعد ذلك بقليل، تمكنت من تحطيم الرقم القياسي العالمي للضحك”. ويخطط “غيرما” لبناء جامعة “السعادة”، وقرية الضحك في محاولة لنشر الفرح بين مواطنيه، حيث قال: “نخطط لبناء متحف وجامعة السعادة وقرية الضحك”، لافتا إلى أن إثيوبيا هي البلد الأول الذي يحتفل بيوم الضحك الوطني في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني سنويا. وأشار إلى أنها “سوف أكون واحدا من الآثار التي ستتم زيارتها في المتحف. وستكون جامعة السعادة وقرية الضحك مركزا للأبحاث، وستكون هذه هدية من إثيوبيا إلى بقية العالم، والضحك أمر جدي للعلماء”. وبحسب “غيرما”، فإن “أي شخص يعيش في قرية الضحك سيتم تغريمه/ ها إذا فشل/ت في أن يبتسم. وسيكون سكان القرية من بين أولئك الذين تلقوا التدريبات”. وأعرب عن أمله في أن تصبح “القرية مكانا جيدا لأولئك الذين يعملون في مجال البحوث”، لافتا إلى أن هذا “سيساعد على توليد دخل للبلاد يمكن استخدامه لمساعدة أطفال الشوارع، ويمنح الأيتام فرص الحصول على التعليم”. (الاناضول) |