اعتقد انه ينبغي ..للامانة التاريخية ..التميز بين اعتزال السياسة الذي طال العديد من وجوه الطبقة السياسية في هذا البلد و الاستقالة من الوظائف السياسية خاصة المعتبرة منها.

  ... فالتاريخ السياسي لمورتانيا حافل بعدول الكثير من أبنائها و من بناتها عن ممارسة العمل السياسي لأسباب متعددة ..و لا يهم ان كان ذلك العدول بدوافع الظروف الشخصية لأصحابها او نتيجة لأكراهات ظرفية .. فاعتزال السياسة شان خصوصي لا يستدعي نقاشا عموميا اللهم الا كان الغرض من ذلك النقاش هو التوظيف السياسي لاعتزال السياسة . 

اما الاستقالة من الوظائف السياسية السامية و علي وجه الخصوص ..من مراكز النفوذ و الامتياز في الدولة فهي من الأمور النادرة .. فإذا ما استثنينا ما وقع في بداية الدولة الوطنية من استقالات تحت الإكراه لبعض الشخصيات من أمثال بوياكًي و لد عابدين علي خلفية سوء تفاهم مع الرئيس المختار رحم الله الجميع تكاد الاستقالة العلنية التي تقدم بها الوزير دافا باكري الي حكومة. الوزير الاول سيد احمد ولد ابنيجارة المدنية الحالة الوحيدة التي تستحق الإشادة السياسية ... ضف عليها استقالة مجموعة الناصريين التي انسحبت من الحزب الجمهوري بحجة إقامة العلاقات مع إسرائيل .

و لكن ان لم تخني الذاكرة .. لم يكن أعضاء تلك المجموعة حينها في وظائف سياسية معتبرة من باب الامتيازات . ..

---------------

من صفحة الأستاذ عبد القادر ولد احمدو على الفيس بوك