إدارة التعليم العالي... تستغيث/ مريم بنت البشير مراكش المغرب |
الأربعاء, 27 مايو 2015 21:20 |
منذ أكثر من سنتين كتبت مقالا نبهت فيه على الوضعية المزرية التي تعيشها المنظومة التعليمة الأكاديمية بعد تعيين المدير الحالي الحسن ولد اعمر بلول على إدارة التعليم العالي وما رافق ذلك من سياسات مافيوية مرتبكة لا تقيم وزنا للتوجهات العامة للحكومة من حرص على إنشاء بنية أكاديمية وعلمية قادرة على النهوض بالبلاد وما يتطلب ذلك من تسيير عادل ومعقلن لعملية إسناد المنح يراعي حاجة السوق وما يتطلب ذلك من شفافية ونزاهة في إدارة الغلاف المالي المخصص لمنح الطلاب في الخارج وتعاطف مع وضعيتهم الاستثنائية واغترابهم ومعاناتهم في التحصيل العلمي. كما أوضحت أيضا في المقال الماضي حالة المعاناة التي يعيشها الطالب منذ أن يبدأ مرحلة البحث العلمي ورحلة الدراسة خارج الوطن. ولما لم تتغير ذهنية المدير الارتشائية الربحية التي أهلكت الحرث والنسل ها أنا أعود مرة أخرى لدق ناقوس الخطر بعد أن تفاقمت وضعية الطلاب وتعقدت إجراءاتهم الإدارية نتيجة عملية البيع والشراء والابتزاز والرشوة في مكتب المدير آنف الذكر. مرة أخرى تعود إدارة التعليم العالي والبحث العلمي رهينة الارتباك في التسيير والارتهان للرغبات الشخصية والدوافع الذاتية النفعية. إدارة التعليم العالي المرفق الأهم في البنية الأكاديمية والوصي الأول على أهم مراحل التعليم وأكثرها حساسية تقع اليوم بين يدي مرتزق استمرأ امتصاص دماء المنهكين من الطلاب وفق سياسة ارتزاقية لا ترى في الناس إلا مواقع الجيوب. مفارقات عجيبة في بلاد العجب ومسلكيات غريبة على مجتمع الشهامة والإباء، رشى ومحسوبية وابتزاز في مكتب مدير إدارة التعليم العالي المدعو الحسن ولد اعمر بلول ومعاول هدم في جسم بنية التعليم العالي في ظل إعلان السنة الحالية سنة للتعليم في حركة نفعية جشعة لا ترى في التوجهات الحكومية الحالية أي جدوائية ولا أي أهمية بل وتسعى إلى افراغها من أي دلالة ما دامت تتعارض وسياسة ملء الجيوب وزيادة الغلة النقدية من جيوب الطلاب الخاوية قد تظنون هذا كلام مغاضب منافس أو صوت محروم من الصفقات التي تجري وقائعها في مكتب المدير الحسن ولد اعمر بلول ولكم الحق في ذلك لكثرة الضحايا ممن طوحت بهم سياسة بلول الرعناء خارج دائرة المرابحات، لكن هذا صوت طلاب اكتووا بنار ول اعمر بلول الابتزازية التي تمتطي صهوة المحسوبية والارتشاء، هي صفات تعقد في الظلام وفي مكتب المدير المغلق المظلم وتمرر من تحت الطاولة ومن فوقها، فإن لم تكن ذا سيولة نقدية فلا تطمع بتجديد جواز سفرك وإن لم تكن راضيا بمنطق المرابحة والدفع والتعويض فاعلم أن تحويل تسجيلك أو إعادة توجيهك لتخصص ما أوجامعة ما لن يتم، حتى وإن خضعت لمنطق السمسرة هذا تحت الضغط وانعدام الخيارات والخوف من ضياع مستقبلك وجهدك الدراسي فلا تكن ذا ثقة أن الصفقة ستأتيك بما تريد، فالغاية منك قد أخذت وجيبك قد ضَمٌرَ وإن أردت إعادة الكَرة فليكن ما تقع عليه العين من جيبك مغريا وفق سياسة "بلولية" ومنطق "وإن عدتم عدنا". السيد المبجل الحسن ولد اعمر بلول هو من يتولى كِبْرَ وآثام وَكْر المرابحة وفق نمط السمسرة وشعار "الخدمة على قدر مدفوعاتك النقدية" المتضرر الأكبر من هذه الوضعية السقيمة هما الطالب وبنيتنا التعليمية الأكاديمية، إننا هنا نستصرخ من لديه الصلاحيات والقدرة على انتشال إدارة تعليمنا العالي من عنجهية المدير المرتشي ابن بلول وجشعه ونهمه. ماذا يفعل فقراء الوطن أهل الضواحي والقادمون من الخلف المنهكون في معاشهم وأوضاعهم الاقتصادية، المتمسكون بخيط من الانصاف والعدل بدا هزاله وبانت ضآلته ودقته وكأنه يريد الاختفاء... لا نريد لخيط العدل في حكومتنا أن ينفرط. انصفوا أبناءكم ممن طوحت بهم السبل ورماهم الدهر في هزاته وأنهكت الحياة أجسامهم وأنقذوهم من هلع هذا النموذج البشري البلولي وسعة جيوبه المطاطية التي تتسع كلما ألقي فيها فوج. إننا نصرخ ونلوح بأيدينا المتعبة انقذوا العملية التربوية أنقذوا السنة التعليمية حققوا العدالة وأنصفوا المظلومين والمقهورين والضعفاء، واقطعوا أيادي المرتشين أصحاب البطون المتخمة والأرواح الجشعة. نداء لا يستثني أحدا بدا برئيس الجمهورية الراعي الأول لسنة التعليم مرورا بالوزير الأول القيم على تنفيذ السياسات الحكومية وانتهاء بوزير التعليم العالي والبحث العلمي انقذوا أبناءكم ومنظومتكم التعليمية الأكاديمية من بين أنياب جَشِعِ غايته أن تبقى إدارة التعليم العالي بقرة حلوبا ومؤسسة مدرة للدخل وليذهب الجميع إلى الجحيم. |