لا شيء في وطني يبعث على القلق / حمزه ولد محفوظ المبارك |
الأربعاء, 28 يناير 2015 16:29 |
منذ فترة و البعض يخيل له و البعض الأخر يريد أن تكون الدولة الموريتانية في حالة إرتجاج ينذر بالسقوط في حالة من الفوضى تارة بفعل ثورة و أخرى بفعل حراك أو إنتفاضة لهذه المجموعة أو لتلك , لكن من الواضح جدا أن الممسكين بتلابيب السلطة مطمئنون أكثر من أي وقت مضى على أنفسهم و ما يستحوذون عليه من مقدرات البلد , فلا شيء على الأرض يشي بتخوف و لا قلق !!! إن ما يتخبط فيه البعض و يسبح فيه آخرون من تكتيكات الخطاب السياسي المشحون بالأمنيات , المقطوع في سماوة طموحها المبهمة , إضافة إلى طبيعة الخصام السلطوي المبني على سوء التفاهم المسبق ما بين الحذاء العسكري المنعم و الجلد المدني الخشن , أمور من بين أخرى تجعل تنازع قراءة الأحداث يُخلِّف كثيرا من ضحايا عمى الألوان و الأفكار ..... إن واقع بلدنا اليوم لا يبعث على القلق بالحجم الذي يصوره كثير من منتهزي الفرص و صانعي أفلام الكرتون السياسية و الحقوقية !, بل يبعث على الأمل في تحقيق تصحيحات جوهرية في منظومة الدولة التي لا تزال تعاني من إختلالات عميقة على مختلف المستويات , و الدليل على ذلك هو أن الدولة أصبحت قريبة من الأحداث , مُطِلّة أكثر على الشارع , تعيش هموم الناس بغض النظر عن المسببات التي قد يقول قائل إن من بينها التحولات في الشأن السياسي العالمي و الأوضاع الملتهبة في كثير من البلدان , التي خرج فيها البعض على أنظمة الحكم بدعوى طلب الحرية و الحقوق , رغم فشل تلك المساعي في تحريك الشارع الوطني نحو مآلات تلك الأحداث المهلكة , المباغتة ! وطننا اليوم يقطف ثمار إنفتاح حاصل على كثير من وسائل التعبير الحرة و يعيش نعومة سلطوية مع الأحداث لم يسبق لها مثيل , في الوقت الذي يخيل للبعض أنه لا يمكن أن يعيش لحظة إنفكاك في اللسان و القدمين إلا وهو في طريقه إلى هدم حصن أو إرتشاف بحر ! , و تلك سنة قد أرستها سنوات عجاف من البغي و حقب مظلمة من أذرع الحديد .... لا شيء في البلاد يبعث على القلق , فالفرد الموريتاني المتسيس أو الحركي المتحرك بطبعه يعيش لحظة من الهيام بعبارة أو شعار أو زعيم أو موقف ثم لا يلبث أن يرى الحق في بيته فيعود و قد أخذ منه الجهد مأخذه , فينام و يستيقظ على أذان الفجر فيخرج للصلاة مُؤَمِّنًا على دعاء الإمام : اللهم اجعل بلادنا من خير البلاد و اجعلها آمنة مطمئنة إلى يوم التناد ... حمزه ولد محفوظ المبارك . |