الرسائل المشفرة من زيارة الرئيس للحوضين |
الخميس, 26 مارس 2015 18:44 |
بعد الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية للحوضين وما تبع هذه الزيا رة من قراءات حول أهدافها ونتا ئجها,قبل أن تبدأ وكنت من بين الذين كتبوا بعد الإعلان عنها مباشرة ,متناولافي ذلك حجم المعانات لهؤلاء السكان وخصوصا سكان ولاية الحوض الشرقي التي هي موطني و مسقط رأسي, وأعرف الواقع الذي تعيشه خلال ثلاثين سنة. وتناولت إحساس هؤلاء ضمن مقال كان عنوانه ( صرخة في وجه واقع) نشره الموقعين (النعمة اليوم ,و28 نوفمبر) مشكورين,وإخترت هذين الموقعين لأنهما قد يكونا من أقرب المواقع تصفحا عند هذه السا كنة ,ويعود هذا التمييز إلي الإهتمام الذي يوليه هذان الموقعان لمستجدات الولاية,و علي كل الأصعدة وكان هذا المقال عبارة عن سرد للواقع المزري الذي تعيشه ساكنة الحوض الشرقي,وعلي كل المستويات, ولم أتفاء ل خيرا بخصوص نتا ئج هذه الزيارة , عندما كتبت مقالا آخر, فبل الزيارة بيومين كان عنوانه (يوم الحشر الأصغر ) ولم يحظي با النشرمن طرف هذين المواقعين للذين برراذلك لمسا ئل فنية, وأقارن في هذا المقال بين نظرتين لهذه الزيارة . فاالنظرة الأولي يري أصحابها أن الزيارة كمثل غيث ينبت الزرع ويجيى الضرع وهؤلاء واهمون ,و هم سكان الولاية ,الخا سرون دائما في صفقة كهذه أما أصحاب النظرة الثانية فيرون أن الزيارة فرصة لاتعوض في حياتهم وأن عليهم أن يبرهنوا علي قوتهم و ثقلهم داخل المحيط الذي ينحدرون منه حتي تنجح هذه الزيارة ,ويكونون بذلك قد أ منوا مصالحهم داخل هذا النظام . ولم أكن حياديا بين ها تين النظرتين وكنت أقرب إلي الثا نية لأن العا دة كا الشرع إن لم تخالفه ,ونحن عودتنا الزيارات المتكررة من طرف الأنظمة المتعاقبة, أن يكون الرابح منها هم هؤلاء السماسرة.. وخلال متا بعتي لمحطات هذه الزيارة إستوقفني منعطف في مسارها خلته أولا خطأ أبروتوكوليا, وتأكدت ثانية أنه يزداد انعطافا في نفس الاتجاه ,فأدركت أن هذا المنعطف يحمل في ثناياه رسا ئل,جديدة فد لا تبدو صعبة القراءة علي الذين يعرفون تاريخ الزيا رات الكرنفالية التي دأبت عليها الأنظمة السابقة, وكانت كل رسالة من هذه الرسا ئل لها دلالتها الخاصة التي لاتقبل التاويل ,إذا ما تطرقنا لذكرها قبل التعمق في دلالتها,وأول رسالة بعثها رءيس الجمهورية من خلال هذه الزيارة هو توقيتها مع تزامن الحديث عن الحوار,ودخول الطيف السيا سي في مشاورات بشأنه ,وكان هذا التوقيت يهدف من خلاله الرجل إلي معرفة حجمه الإنتخا بي ,قبل معرفة نتا ئج الحوار, أما الرسالة الثانية فهي التي وجهها الرئيس إلي سماسرة الشعوب من جهة وإلي سكان المناطق المزورة من جهة أخري وذلك من خلال المسطرة المتبعة في مراسيم الزيارة التي إنقلبت علي الأعراف الإبروتوكولية حيث لم يوجه أي خطاب لأهدا ف الزيارة , ولم تكن هنالك كلمة للعمد,ولا حفل عشاء,ولم يخصص لقا ءات سوي للقاء الجماعي لأطر كل ولاية, وإنما كانت جميع المرا سلا ت,الإعلامية تردد عبارة زارالمدرسة , زار مستشفي , زار الطريق,زار حنفية المياه, وكانت هذه الخطوة صفعة قوية في وجه سما سرة الشعوب الذين كانوا هم من يحملون هذه الأمانة التي غالبا ما يضيعونها,مقابل مكاسب مالية أومعنوية,وكأ نهم وكلاء شرعيين عن حقوق هذا الشغب. فما كان هؤلاء يتصورون أن الرجل سيقدم علي هذه الخطوة ,ولكن قد تجري الرياح بما لاتشتهي السفن. والآن بعد أن وقف الرئيس علي حقيقة الأشياء فهل نتفا ءل خيرا أم أنه صدق المثل الذي قال (إلى أتحرم الديك لا أتخاق أعل روس الأسراح) وماهي إلا حملة رآسية بإمتياز,فلا صوت يعلو فوق صوت, الأصوات.فقط أما الجزء الثا ني من هذه الرسالة ,فهو موجه إلي السكان الذين زارهم في الولايات ,وفي المقا طعات,والقري إن لم أقل دار, دار,بيت ,بيت, زنكة, زنكة معلنا بذلك لهؤلاء انه لاأحد بعد اليوم أقرب منهم إليه,ولاأحد يمن عليهم بلقائه,وهو مافهمه السكان بسرعة وبدؤوا بطرح مشاكلهم آملين في ذالك وجود حلول. فهل يتحقق هذا الأمل يوما لهؤلاء بعد لفا ئهم وجها لوجه مع الرئيس؟ أما الرسالة الثالثة فهي تلك التي وجهها الرئيس إلي أعضاء حكومته الذين حرموا هذه المرة من تدشين أي منشأة تا بعة لقطاعهم ,وهي الفرصة التي كانوا يجدون فيها الحديث عن ما كان وما سيكون,وماهو كائن بفعل هذا الرجل,بل أن هذا الرجل فتش كل منشأة حيوية,ووقف علي النواقص التي تحيط بها مع الإستماع إلي الملاحظات المتكررة من المواطنين الأمرالذي لايبعث باالإرتياح ,غلي هؤلاء .فلا أحد منهم اليوم مطمئن علي منصبه , وهم يعرفون أن الرجل بلا صديق ,ولايؤمن مكره. فهل يخدع هؤلاء موا طنيهم بعد هذه المرة. وكانت الرسالة الرابعة والأخيرة تلك التي وجهها الرئيس كملاحظة خاصة عند ما صرح أن القبيلة ما زالت مستشرية هناك للأسف في الوقت الذي ينسي فيه الرجل أن علي أساس القبيلة تشكلت الحكومة,ةعلي اساس القبيلة يتم الإنتساب للأحزاب,وعلي أساس القبيلة يتم حل النزا عات,وعلي أساس القبيلة تمنح الصفقات.فهل بدأ الرجل ينظربعين الريبة إلي القبيلة.؟ وهل رضي بمفهوم الدولة,كبديل مع ينبذ الجهة والمحسوبية. وبعد تحليلي لهذه الرسائل الأربعة قرأت خبرا عاجلا علي شاشة التلفزيون وعبر قناة شقيط مضمونه أن رآسة الجمهورية تنوي عقد مؤتمر صحفي يوم الخميس عند الساعة العاشرة مساء ,ياتري هل يجيب الرئيس جوابا آخر عير الذي كتبت في قراءتي لهذه الرسائل الأربعة؟وما طبيعة هذا الجواب الذي أعلن عنه قبل الوصول إلي القصر؟ أم ان الرجل أصيب بصدمة جراء الواقع الذي شاهد بأم عينه,مما جعله يستبق الأحداث؟ أم أن هنالك حديث مستعجل عن تعديل الدستور؟أم أنه إعلان إستقالة قبل نهاية المأمورية؟ فلا نستعجل الخبراليقين,وإن عدا لناظره قريب. يب المختا ر ولد محمد سعدبوه 36140997 7 |