سارق في المسجد !!!
الأربعاء, 25 مارس 2015 13:01

كان يصلي في الصف الأول، حضر تكبيرة الإحرام وأكمل الظهر أربع ركعات. استعجل الخروج بعد السلام مباشرة، ليلتقط أحذية أحد المصلين التي كانت مرمية بالباب. غادر مسرعا بغنيمته، لكن أحد الشباب لاحظه، فتبعه وأمسك بتلابيبه، ليعود به إلى المسجد ذليلا مكسورا .

 انهال عليه المصلون بالشتائم والضرب والمواعظ. تكلست تعابير وجهه العظمي خلف مشاعر الإهانة والذل.

كان يتمتم بكلمات الإستجداء وعبارات التوسل ..... هل كان ينوي التلصص فعلا، أم أن إغراء "الأحذية" السائبة كان أقوى من عزيمته، أم أنه البؤس وإلحاح الحاجة هو مادفعه إلى ارتكاب فعلته، كيف لرجل أربعيني يعيل أسرة أن يسرق أحذية زهيدة في بيت من بيوت الله!!!!

 

قسوة المصلين اتجاه هذا السارق البائس أثارت في نفسي هذاالسؤال . لماذا لا نواجه بذات الشراسة والإسنكار من سرق الأوطان وخانها وكدس أموال الشعب وبددها. إن إحساسنا بالمسؤولية ضعيف ، وأنماطنا الإدراكية مشوهة عندما يتعلق الأمر بالإطار العام.

لم يُسعفنا حتى الإيمان الذي تقوقع في ركن الشعائر وأصبحت تغطي جذوته قشرة كلسية شكتلها العادات وصاغها الموروث الإجتماعي السائد، إن الإيمان ليس فقط صلاة نؤديها ، وإنما هو أيضا انتماء للحق وهروب من الباطل ونصرة للضعيف . يقول علي شريعتي بتطرف راق : "" من لم يكن شاهداً على عصره ، شاهداً على صراع الحق والباطل في مجتمعه، فلا يهم أن يكون في أي مكان ، راكعاً في محراب العبادة أو جالساً في خمارة، فكلا الأمرين سواء""

------------------------

من صفحة الأستاذ محمد محمود ولد عبد الله على الفيس بوك

 

فيديو 28 نوفمبر

البحث