حزب التكتل يشكو من المجاعة والهجرة |
السبت, 21 فبراير 2015 11:10 |
تشهد الساحة السياسة الوطنية في هذه الفترة حراكا كبيرا وسط تحضيرات لحوار وطني شامل يحبس الكل أنفاسه بانتظار ماسيتمخض عنه ، ويتميز الحوار هذه المرة بالجدية التامة من قبل قيادات المعارضة ، هذه الجدية التي قابلها النظام بتصريح من فخامة رئيس الجمهورية أكد فيه انه لا وجود لنقاط حمراء وان كل الأمور قابلة للنقاش ، الا انه وفي هذه الأجواء التشاورية الودية يخرج إلينا حزب التكتل الذي يقوده أحمد ولد داداه ببيان مفاجئ وخارج عن السياق دعا فيه السلطات الحاكمة الي إعلان العام الحالي "سنة جفاف" وأضاف الحزب في البيان الصادر عنه يوم 20/02/2015 إن ملامح الجفاف بدأت مبكرا وتجلت في "هجرة المواشي وأصحابها" وان الأمطار تأخرت كثيراً في الهطول مماسبب مجاعة شديدة. عندما قرأت البيان لم استغرب ! ربما لعلمي المسبق بتعنت الحزب ورفضه لأي حوار لاتكون نتيجته وصول قيادة الحزب "التاريخية"الي كرسي الرئاسة والذي صار واضحا بالنسبة لقيادات الحزب انه لايمكن ان يتاتي عن طريق صناديق الاقتراع ، نظرا لانعدام وتلاشي القواعد الشعبية للحزب خصوصا بعد الانسحابات الكبيرة لأهم أعضاء المجلس التنفيذي للحزب واغلب أطره وانضمامهم الي حزب الاتحاد من اجل الجمهورية ، فهل يقصدون بغياب الأمطار فقدان المخصصات المالية لزعامة المعارضة؟ التي كانوا يحصلون عليها، وقد خسروها نتيجة مقاطعتهم للانتخابات الاخيرة ، ام انهم يستعجلون الأمطار ويعيشون علي حلم هطول الأمطار في فصل الربيع ، كما عاشوا دهرا طويلا علي وهم دخول القصرالرمادي من النافذة ، يبدو ان الهجرة التي يشكون منها في بيانهم هذا ماهي الا هلوسة سببتها الانسحابات المتلاحقة من التكتل والتي جعلته يشعر بجفاف نخبوي عميق قد لاتنفعه أمطار الشتاء ، كماان السر الكامن وراء طلب الحزب للتدخل الأجنبي من اجل حل مشكلة "المجاعة وهجرة المواشي" هو يأسه من هطول الأمطار في فصل الربيع وإحساس قيادته بانه لم يعد بإمكانهم بلوغ فصل الخريف . فمتي يعرف حزب التكتل ان لديه مشاكل هيكلية كبيرة داخل الحزب عليه حلها اولا ثم بعد ذالك عليه ان يتواصل مع القواعد الشعبية ، وقبل هذا وذاك لابد له من إيجاد خطاب جديد ومشروع تنموي ليقدمه للناخب وفي انتظار حل هذه المعضلات البنيوية يمكنه ان ينسحب من الحوار الوطني ليتحاور مع نفسه اولا. محمد امبارك ولد محمد سعد |