المنتدى و الاغلبية لاجناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا/ احمدو ولد مفتاح الخير |
السبت, 28 فبراير 2015 00:39 |
الصلح خيركما ذكرالله سبحانه وتعالى وهي مسألة تمنينا لو وضعها المتداعون إلى الحوار السياسى اليوم نصب أعينهم وسموها صلحا ومصالحة ابتغاء التيامن بالمصطلح أولا,وتجنبا لشعارات أصبحت ترمز إلى عدم الجدية وربما لا قدر الله إلى الفشل . أريد هنا أن أقول إن مهمة إنجاح الحوار مسألة تقع على عاتق الجميع ,وينبغى الاعتراف بذالك ويتحرك كل حسبما تقتضيه المرحلة.مع أن العبء الاكبر يقع على عاتق القطبين المتحاورين الآن ,وهو ما يستدعى من الجميع التنازل خاصة أن كلمة الصلح لا تحيل أبدا إلى أن الخصمين وجدا ماكانا يطمحان إليه قبل أن يصالحا, بل إنهما تنازلا لصالح اللحمة والالفة الاجتماعية,ويحسن هنا أن أذكر بمقولة للخليفة الأول رضي الله عنه وهي (إن ما تكرهونه فى الجماعة خير مما تحبونه فى الفرقة) فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح ولا يسعنى إلا أن أشجب التقاعس الذى يطبع مواقف النخبة الموجهة فى مثل هذه المراحل وتجاه هكذا حوارات,وأعنى بالنخبة هنا (اللأئمة ,والدعاة ,والخطباء ,والمحاضرين )ففى مثل هذه المراحل لايوجد مسوغ للتفرج خاصة أننا نقرأ فى كتابنا العزيز (لا خير فى كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس),وهنا أذكر الجهد الذى قام به بعض الائمة فى هذا الاتجاه وهو جهد يذكر فيشكر وفى مثله ينبغى أن يتنافس المتنافسون. ليس من العيب أن يقع اختلاف بين الأقطاب السياسية لأن الخلاف وإن كان مذموما إلا أنه خلق بشري لا مفر منه ,لكن العيب أن تعجز الساحة أو الطيف السياسي عن إخراج حكماء يغلبون المصلحة العليا ويخرجون البلد من النفق ويوجدون له مخرجا إذا وصل إلى طريق مسدود, فالدولة تماما مثل الاسرة يقع فيها الخلاف بل يصل أحيانا إلى حد خوف الشقاق,وهو ما لا نرجواأن تكون أسرتنا السياسية وصلت إليه, ومع ذالك يرشدنا الله إلى الحلول المثلى فى مثل هذه المواقف فيقو ل (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما )وهذه الدعوة هي التى يعبر عنها بلغة الساحة ( الحوار )
فهل ياترى سيبعث المنتدى حكما من أهله إلي طاولة المصالحة ,وهل ستبعث الاغلبية حكما من أهلها ,وهل يحمل الجميع إرادة الإصلاح إلى هذه الطاولة,إن فعلوا فذالك ظننا بهم ,وإن كانت الاخرى فلا نريد إلا الخير,وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. |