بين ولد منصور وولد مولود (مقارنة في الخطاب الإعلامى) |
السبت, 31 يناير 2015 14:18 |
سبقني أخي أحمدو الوديعة لإجراء " مقارنة" بين حزبي اتحاد قوى التقدم و تواصل، ولعلها كانت مقارنة من وحي مقابلة الأستاذ محمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم ، البارحة مع الإذاعة الحكومية. على كل حال سأجري بدوري "مقارنتي" لأن الأمر فعلا استدعى المقارنة ، لكنني سأخالف صديقي فأبدأ بتحليل مقارن لأسلوب الخطاب الإعلامي لولد مولود و ولد منصور.
فمن الملاحظ أن ولد منصور مثلا في جل خرجاته الإعلامية "السمعية -البصرية" يجيب بطريقة تتضمن قدرا من الاستعراض اللغوي والمفاهيمي، ثم يختم غالبا ذلك بابتسامة تحمل معنى العبارة التالية الموجهة لمحاوره ومن يفترض أنهم من المتلقين: أنا أعرف جيدا كيف أتكلم، وكيف أوصل فكرتي!!..، بذلك المعنى الاستعراضي المتقن، يبدو الخطاب الدعائي لولد منصور انفعاليا ، و مصرا على الهروب من شبح النمطية بانفعاليته تلك، إنه خطاب يجسدجدة الخبرة السياسية أكثر من تجسيده لعمق تراكمي سياسي. خطاب ولد مولود على عكس خطاب جميل لا يهتم بتسجيل الانتصار الأسلوبي اللغوي على المحاور أو في ذهنية المتلقي، بقدر ما يأتي هادئا واثقا هو الآخر من نفسه، لكنه يبذل جهده كي لا يقول إلا ما كان مبرمجا أن يقال..،لا كلمة ينبغي أن تزيد!...، ولا أخرى ينبغي أن تنقص...، لذلك نرى ولد مولود يدع للمحاور أن يسأل بطريقته، لكنه يفاجئه بإجابة قد لا تكون مطابقة للسؤال، وقد لا تكون مهتمة بذلك أساسا !. تحليل ذلك من وجهة نظري هو بالضبط ما يكشف الفروق الجوهرية بين حزبي تقدم وتواصل، على عكس ما يراه أخي وديعة. فبنية تواصل هي بنية حديثة و نتجت أساسا من محاول مركزة و مأسسة حركة جماهيرية شعبوية مفتوحة برغم بنائها الهرمي المحدد، لذلك يمكن ملاحظة أن النخبة القيادية في تواصل مثلا لا تشبه غالبا القاعدة العريضة في أطروحاتها ومقاربتها لترسيم الإسلام كنهج، لعلي سأختصر وفق فرضية أراها مدعومة بشواهد عديدة وهي أن أغلب قيادات حزب تواصل هم من التيار الحداثي المتأثر بأطروحات الغنوشي، وبعض الفتاوى "الثورية الغريبة إن صحت التسمية" للدكتور القرضاوي، في حين أن غالبية القاعدة الشعبية هي سلفية الروح و تبدو أحيانا غير قابلة لاستيعاب الاجتهادات "الحداثية المقتربة من روح اليسار العلماني". أما بنية تقدم فهي بنية نخبوية قديمة نتجت عن أسلوب حركة الكادحين، والحركة الوطنية الديمقراطية، وركزت على الكيف لا الكم، وعلى التثقيف السياسي و الفكري العالي لمجموعة أفراد، ثم هي تحاول منذ سنوات قليلة أن تكون بنية شعبية مفتوحة وعريضة، لكنها تحتفظ بنفس أساليبها النخبوية و بالتالي فلا تنجح في الوصول إلى قطاعات عريضة ،أو أنها تشك في أن ذلك سلوك سياسي حكيم، ومن هنا قد تأتي نظرتها الاستعلائية تجاه الجماهير رغم أن مبادئها المعلنةتزعم ارتكازها الأساسي على الجماهير أو الفاعل الحقيقي!...،ربما لكل ذلك ليس مقبولا عندي مقارنة الحزبين، لأنها ستشبه محاولة مقارنة وقت انتهاء الدوام على الكرة الأرضية بنفس الوقت في كوكب المريخ مثلا!...، إنهما ينتميان لمرجعين مختلفين جدااا، ولا يلتقيان إلا في اليوتوبيا السياسية إن صح ذلك!. ------------- من صفحة الأستاذ لحبيب الشيخ محمد على الفيس بوك
|