فيسبوكيات- 28 نوفمبر

على من يريد ان يحترم الآخرون تاريخه وثقافته وثوابته ومقدساته وخصوصياته ان يحترم هو الاآخر ذلك لهم .. أتذكر انه في لقاء لأول مكتب منتخب لنقابة الصحفيين بالرئيس محمد ولد عبد العزيز كنت ضمن المكتب وكان لقاؤنا بالرئيس في مرحلة

  فاصلة حيث ناقشنا معه قضية الزميل حنفي الذي كان يومها مسجونا وقضايا عمال الاعلام غير الدائمين وقضايا زيادات رواتب العمال او ما عرف يومها بـ 60 في المائة .... المهم ان الرئيس يومها انتقد وسائل الاعلام وفوصويتها وان الكثير منها يسيء الى المهنة ..

ودار نقاش ساخن وحاد في تلك المواضيع ... بعد خروجنا من اللقاء كتبت بعض المواقع ان الرئيس قال : ان اغلب الصحافة (بشمركة) ويبدو ان المواقع تريد ان تقدم صورة عن النقد الحاد الذي وجهه الرئيس للصحافة وكانت كلمة (البشمركة) جاهزة عندها نظرا لاطرادها في الوسط الصحفي كتعبير عن صحافة الارتزاق واللاضمير واللامبادئ..

والحق ان الرئيس لم يستخدم هذا المصطلح ابدا رغم نقده لواقع الصحافة يومها .. المهم انه لما نشر الخبر تلقفه كاتب كردي مشهور ونشر مقالا مطولا انتقد فيه استخدام الرئيس الموريتاني وصحافة موريتانيا لهذا المصطلح كتعبير عن واقع سيء دون الانتباه لمشاعر شعب مسلم قدم الكثير للاسلام والعرب وهذا الشعب يعتبر البشمركة جيشه التحريري النبيل، وقدم أمثلة كثيرة لبطولات وعطمة شعبه وجيشه . فكلمة البشمركة تعني (الذين يواجهون الموت بشجاعة) وهي عنوان حرية الشعب الكردي الذي قدم للامة صلاح الدين الايوبي وابن خلكان وزرياب وغيرهم من ابناء هذا الشعب العظيم.

والحق انني لما قرأت المقال شعرت بغيرة على سمعة بلدي الذي يعتبر الرئيس واجهته بغض النظر عن موقفي السياسي فكتبت مقالا اعتذاريا كان عنوانه (للأمانة .. رئيس الجمهورية لم ينطق كلمة البشمركة) ... وهي الحقيقة حيث ان الرئيس لم ينطق الكلمة فعلا.

وبعدها شعرت بالاسى لكوننا نسيء يوميا لشعب محترم هو الشعب الكردي دون ان ننتبه الى ان لنا ثوابت ومقدسات لا نقبل المساس بها .

توقفوا عن استخدام كلمة (البشمركة) بحمولتها تلك، فهي عنوان كرامة شعب مسلم له مشاعره وتاريخه ويجب احترامه ..

--------------

من صفحة الأستاذ الشيخ سيدي عبد الله على الفيس بوك