الوساطة وفقه الشفاعة |
الجمعة, 15 مايو 2015 12:20 |
البعض منا لا يكتفي بالإكثار من الوساطة فحسب بل يحاول تأصيلها وجعلها سنة اسلامية يجب اتباعها، فيقول: الشفاعة هي الوساطة، وأجرها عظيم وبها يفرج عن كرب الآخرين ومن فرج عن أخيه كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه، ثم يستدل بالشطر الأول من الآية 85 من سورة النساء "مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا". هذا كلام جميل، لكن الشفاعة شفاعتان : الأولى حسنة أري أنها يلزم أن تتوفر فيها الشروط التالية: 1-أن يكون المشفع له صاحب حق فيما يطلبه: فلا إعانة علي الباطل، ونصر الظالم رده عن ظلمه. 2-أن لا تؤدي الي إهدار مصلحة عامة لأن إهدار المصلحة العامة يعطي للسلطة " الدولة" حق التعزير وما حق التعزير عليه لا يكون فعله مندوحة. 3- أن لا يكون من شأنها المساس بحق الغير.لحرمة دمه وعرضه وماله 4- أن لا يكون من شأنها المساس بالحقوق العامة مثل( المساواة أمام:- الوظائف العامة، - القانون، - الولوج للخدمات....الخ) لما يمثله ذلك من استغلال للنفوذ وخرق للنظام وانعدام للموضوعية، واتباع للهوى، وتغليب للمصلحة الخاصة على العامة. 5- أن لا تكون في نزاع قضائي : لأن الشفيع في هذه الحالة يطلب من القاضي احد أمرين: إما - أن يجور في حكمه لصالح المشفع له.وذلك لا يجوز، وإما - أن يميل علي احد الخصمين، فلا يجوز أيضا. والشفاعة السيئة هي التي لا تحترم الشروط السابقة وهي المذكورة في الشطر الثاني من الآية 85 من سورة النساء " وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً" هذا ما أراه فماذا ترون أنتم؟ ----------------- من صفحة الأستاذ مولاي اعلي ولد مولاي اعلي على الفيس بوك |