الثلاثاء, 03 سبتمبر 2013 02:01 |
لا يوجد تعريف موحد للخبر الصحفي حول العالم، ذلك أن مفهوم الخبر يختلف من عصر إلى آخر ومن مكان إلى آخر ومن سياسة إلى أخرى. فالخبر عند الليبرالية يرتكز على عنصر الإثارة، أما مفهوم الخبر في ضوء نظرية المسؤولية الاجتماعية فقد قدمه لنا ( ادجار ديل ) الذي عمل فترة طويلة مستشارا وخبيرا في الصحافة بهيئة اليونسكو، فهو يعرف الأخبار بمدى تأثيرها علينا حيث هي أحيانا تلبي رغبتنا في العلم بالشيء، وتذكرنا في الماضي أو تفرض علينا مشكلة أو سرا أو حالة مضطربة وهي تمكننا من معرفة حقيقة مشاعرنا الداخلية نحو أهداف الآخرين. أما الفكر الاشتراكي ، فإن مفهوم الخبر مرتبط بمفهوم الصحافة الماركسية وهي تعني عملية التقاط المعلومات الاجتماعية وتنقيحها ونشرها. أما المفهوم العربي للخبر فهو الكلام الذي يحتمل الصدق والكذب. لكن التعريف الصحيح للخبر هو : وصف الحدث بشكل لا يحتمل إلا الصواب وبطريقة واضحة ودقيقة وموجزة. عناصر الخبر الصحفي: عناصر الخبر هي مجموعة الخصائص التي يتميز بها الخبر وهى كالآتى: 1. الجدة أو الحالية: أي أن يكون الخبر جديدا ومسايرا للأحداث 2. الفائدة أو المصلحة: عندما يتضمن الخبر معلومات تمس شريحة كبيرة من المجتمع. 3. التوقيت : (السبق الصحفى) لكل خبر توقيت مناسب له والخبير الصحفي هو الذي يعرف متى يختار الوقت المناسب للخبر دون أن يفقده عنصر المفاجأة والتشويق . 4. الضخامة أو الحجم: الخبر الضخم هو ذلك الخبر الذي يثير اهتمام أكبر عدد من القراء. 5. التشويق والاثارة : الخبر المشوق والمثير هو ذلك الخبر الذي يدفع القارئ لقراءة تفاصيله للوقوف على تطوره. 6. الصراع : الخبر الصحفي الذي يحتوي على الصراع هو الأكثر انتشارا وسيطرة ، والمقصود بالصراع هنا هو ذلك الشيء الذي يضيف إلى الخبر عنصر الدراما . 7. المنافسة: ومن ألوان الدراما في الحياة الإنسانية أيضا هناك المنافسة وهو الأمر الذي يتحقق في أخبار المسابقات والمباريات الرياضية وغيرها من ألوان المنافسة التي تجذب اهتمام القارئ بالخبر 8. التوقع أو النتائج: جانب كبير من أهمية الخبر يكمن في مدى ما يثيره هذا الخبر من نتائج وتوقعات في نفس القارئ. 9. الغرابة والطرافة: كلما كان الخبر يحتوي على بعض الطرائف استحسنه القارئ، كذلك فإن الخبر الغريب والممنوع مرغوب عند القارئ. 10. الشهرة : إن خبر عن رئيس دولة أو زعيم حزب أو مدير دائرة أكثر انتشارا لدى القارئ من خبر عن شخص لا يعرفه أحد . أي كلما كان المهدوف لدى الخبر أكثر شهرة كلما كان الخبر أكثر انتشارا. 11. الاهتمامات الإنسانية: العنصر الإنساني في الخبر هو ذلك العنصر الذي يثير أو يحرك العواطف الإنسانية عند القارئ سواء بالحب أو العطف. 12. الأهمية : عنصر الأهمية في الخبر هو ناتج عن اتحاد مجموعة من العناصر الأخرى فاتحاد عنصر الشهرة مع عنصر الضخامة قد يؤدي إلى خلق عنصر جديد هو عنصر الأهمية . أنواع الخبر الصحفي: تختلف أنواع الخبر الصحفي باختلاف المعيار الذي نقسم به الخبر، ويمكن أن نحدد للخبر الأنواع الآتية: 1. التقسيم الجغرافي للخبر: إلى أخبار داخلية (محلية) وأخبار خارجية. 2. التقسيم الموضوعي للخبر: إلى أخبار سياسية وأخرى اقتصادية وفنية ورياضية وقد يدخل في التفاصيل فيقسم الأخبار السياسية إلى أخبار دولية وأخرى خارجية أي علاقات دولية وسياسة خارجية. 3. التقسيم الزمني للخبر: إلى أخبار متوقعة وأخرى غير متوقعة، أي أخبار من الممكن حدوثها وأخرى لا يتوقع حدوثها. 4. الخبر الجاهز … والخبر المبدع: الخبر الجاهز هو الخبر الذي يحصل عليه الصحفي من خلال ما تنشره وكالات الأنباء مثلا أما الخبر المبدع فهو ذلك الخبر الذي يبذل الصحفي فيه جهدا لإخراجه بصورة جيدة. 5. الخبر الخفيف … والخبر الجاد: الأخبار الخفيفة هي التي تسلي القراء كأخبار الرياضة والطرائف والمغامرات، أما الأخبار الجادة فهي التي تدخل وتغير مجرى حياتهم إما نحو الأفضل أو نحو الأسوأ. 6. الخبر المجرد … والخبر المفسر: الخبر المجرد هو الخبر الذي يكتفي بتصوير الوقائع دون إعطاء تحليلات أو تفاصيل إضافية بل يكتفي بالحاصل فقط. أما الخبر المفسر فهو الذي يعطي التفصيلات والتحليلات. 7. الخبر الملون … والخبر الموضوعي: الخبر الملون هو ذلك الخبر الذي يتعرض لبعض التعديلات مثل حذف بعض الوقائع أو تغيير مجرى الأحداث، أما الخبر الموضوعي فهو الذي لا يتعرض لأي اعتداء من المسئولين أو المخبر الصحفي. مصادر الخبر الصحفي: يقصد بمصارد الخبر الصحفي الأداة التي تحصل عليها الصحيفة أو المجلة على الخبر الصحفي. وهذا المصدر قد يكون شخصا مثل كبار الشخصيات الرسمية والشعبية أو نجوم الحياة الاجتماعية أو كبار الشخصيات الاجتماعية التي تزور البلاد وغير ذلك من المصادر الحية. وقد يكون هذا المصدر جهة مثل وكالات الأنباء والإذاعات المحلية والأجنبية والصحف المحلية والأجنبية. فلكل صحيفة مصدران للخبر هما: 1. المصادر الذاتية: وهي تلك المصادر التي تعتمد فيها الجريدة على هيئة تحريرها في الحصول على الأخبار مثل المندوب الصحفي والمراسل الخارجي. 2. المصادر الخارجية: ويقصد بها تلك المصادر التي تعتمد عليها الصحيفة من غير هيئة تحريرها مثل وكالات الأنباء والاتفاقيات الخاصة والإذاعات المحلية والأجنبية والصحف المحلية والأجنبية. ويجب أن نعرف أن هناك فرق بين مصادر أخبار الصحيفة ومصادر أخبار المندوب، فإذا كان المندوب الصحفي هو أحد مصادر الأخبار للصحيفة فإننا يمكن أن نميز بين مصدرين للخبر هما: ?أ- مصادر أخبار الصحيفة: وهي تسمى في بعض الحالات مسالك الأخبار وذلك للتفرقة بينها وبين مصادر أخبار المندوب الصحفي، وهذه المسالك تضم إلى جوار المندوب الصحفي كل من المراسل الخارجي ووكالات الأنباء والصحف والإذاعات والاتفاقات والإعلانات ورسائل القراء. ?ب- مصادر أخبار المندوب الصحفي: وهي تضم كبار الشخصيات الرسمية والشعبية والمحلية والأجنبية ونجـوم الحيــاة الاجتماعية … بالإضافة إلى الوزارات والمؤسسات والهيئات العامة والخاصة والبيانات والنشرات والخطب والمؤتمرات الصحفية واللجان الرسمية والشعبية والمهرجانات السياسية للأحزاب والحفلات العامة والخاصة والمناسبات القومية والدينية. (مصدر : كتاب فن الخبر الصحفي للدكتور/ فاروق أبو زيد)
|
الثلاثاء, 03 سبتمبر 2013 01:55 |
- حددت نقابة الصحفيين الفرنسيين تعريف الصحفي.. كما جاء في كتاب: (سنابل الزمن).. بالآتي نصه: - «ان الصحفي الجدير بهذا الاسم.. يأخذ على عاتقه تبعة كل كتاباته.. حتى ولو كانت غفلاً من الامضاء.. فيعتبر الطعن والتشهير،والقذف والاتهامات التي لادليل عليها.. من أشنع اخطاء الصنعة.. وهولا يقبل الا المهمات التي تتفق مع كرامة المهنة.. ويمتنع عن إدعاء القب اونتحال صفة ليحصل على الخبر.. وهو لايأخذ مالاً من عمل حكومي ،أومنشأة خاصة،يمكن ان تصبح فيهما صفته الصحفية او علاقاته،أو يصبح نفوذه عرضة للإستغلال،وهو لا يوقع باسمه مقالات للإعلان التجاري او المالي البحت. وهو لايرتكب سرقة ادبية ،ولا يسعى في أخذ مركز زميل له ولايعمل على فصله بأن يتقدم للعمل بشروط ادنى ،وهو يحفظ سر المهنة.. ولايسيئ إستعمال حرية الصحافة بقصد مغرض!» - هكذا حددت نقابة الصحفيين الفرنسيين تعريفها للصحفي. - فعلى سبيل المثال وليس الحصر.. على الرغم من تطور الصحافة الامريكية وعراقة الصحافة البريطانية.. وجدية الصحافة الالمانية.. وتنوع الصحافة الاسبانية.. وإثارة الصحافة الايطالية.. ونعومة الصحافة السويسرية.. ورصانة الصحافة الهولندية.. الخ.. - الا أنها لم تحدد عبر نقاباتها.. او اتحاداتها.. أو دساتيرها.. تعريفاً خاصاً ملزماً للصحفي -حسب علمي-كما هو حال نقابة الصحفيين الفرنسيين. - بل من المؤكد.. بأنه ليست هناك تصاريح خاصة بمزاولة مهنة الصحافة في الولايات المتحدة الامريكية.. ولاقوانين خاصة بهذا الشأن. حتى وإن جاءت في بعض الدول الغربية.. بعض التعاويف الخاصة بالصحفي. لكنها لم تحدد له تعريفاً واضحاً وشاملاً ومتكاملاً مهنياً واخلاقياً.. وملزماً بنفس الوقت.. كما هو حال التعريف الفرنسي.. الذي اصبح جزءاً هاماً من متطلبات ممارسة العمل الصحفي لدى كافة اعضاء نقابة الصحفيين الفرنسيين. - لكن مايجمع كل الصحفيين الغربيين تقريباً.. هو التمسك بالضوابط والمعايير الخاصة بمزاولة مهنة الصحافة.. التي تضمنها.. التعريف الفرنسي نفسه.. وان بصيغ وافكار وآراء شبه متباينة.. والتي تعد بمجملها بمثابة قواسم مشتركة يصعب بل يستحيل ان يحيد عنها الصحفي أثناء ممارسته لمهنته في هذه المجتمعات.. وهذا هو أحد أهم جعل الصحافة الغربية بوجه عام السلطة الرابعة بحق وحقيقة!. - ومن خلال المفهوم الفرنسي بوجه خاص.. والمفهوم الغربي بوجه عام للصحفي وعبر اجتهاد شخصي أضافة الى خلفية ثقافية بهذا الشأن بحكم الدراسة والتخصص ثم الممارسة.. - يمكنني ان أعرف الصحفي بكل إيجاز.. بأنه: - هو الذي يبحث عن الحقيقة المجردة.. ثم ينشرها للقراء الذين هم انفسهم يقررون الحقيقة الحقة.. وليس هو!. - هو القادر بقرارة نفسه ومن خلال التقارير الصحيحة والاخبار الموجزة.. ان يكون بجانب كونه(صحفياً)محام.. اوضابطاً. او مسؤولاً سياسياً.. او ديبلوماسياً.. او اقتصادياً.. او رجل أعمال.. أو أستاذ جامعة.. أو رجلاً عادياً جداً.. وبحسب تقاريره واخباره. - هو الذي يعطي القارئ مايريد من الحقائق التي يتطلع للحصول عليها وذلك من خلال قدرته على كتابة مثل هذه الحقائق.. سواء عبر الكتابة القاسية او الرقيقة.. وبحسب متطلبات نشر الحقائق ذاتها. - هو الذي لايتطلع الى نشر الاباطيل التي تلحق الأذى بالبعض عمداً.. لكن اذا كانت الحقائق التي يجب نشرها لغرض الصالح العام هي سبب إيذاء البعض من نشرها.. فإنه في هذه الحالة لابد من نشرها عاجلاً وليس آجلاً.. - هو الذي لايكشف عن مصادر معلوماته والتي حصل عليها من خلال الثقة! مالم تقتضى المصلحة العامة العكس. - هو الذي يكون مفيداً حقاً لمجتمعه.. بحيث يزيد قدره بقدر مصداقيته وعطائه واخلاصه لمهنته وللصالح العام.. والعكس صحيح أيضاً. - هو القادر عبر الحقائق وحدها على تفسير بعض القرارات المؤثرة على المجتمع.. وإجبار بعض المؤسسات والمحلات التجارية على سحب بعض منتوجاتها الفاسدة من الاسواق. - هو القادر على صياغة الرأي العام من خلال إيمانه بالامانة الصحفية والانصاف والدقة والتحري والتهذيب والمسؤولية في الطرح والمعالجة لمواضيعه التي يرغب بنشرها للرأي العام. - هو الذي يمتاز بالاحتراف في مهنته وبالاخلاق في التعامل.. وبالموضوعية في الكتابة.. وبالمصداقية في الاداء. !. - هو الذي يفكر ملياً ويدرس ردود الافعال الخاصة والعامة.. قبل ان يقرر نشر مقالته او تحقيقه او خبره. - هو الذي يهتم بموضوعه اكثر من إهتمامه بذاته.. ويعتبر روائح حبر المطابع ازكى وأشهى في أنفه من روائح العطر النادر. - )هو الذي يعتقد جازماً.. أن الصحافة بقدر ماترتبط بالحرية وبأهمية الحرية لها.. بقدر ما ترتبط بنفس الوقت بضمانات الحرية ذاتها والتي يتمثل اهمها بعدم استغلال الحرية في غير ما شرعت له؟!!.( - هو الذي يؤمن بأن حرية الصحافة والتعبير لابد وان تضع في حسابها قيماً اخرى عديدة.. أهمها.. الثوابت. النظام العام.. العدالة.. الاخلاق.. السلوك.. والمسؤولية. - هو الذي يقدر على ايصال فكرته الى القارئ رأساً.. عبر ايجاز كتاباته.. وحتى تتمكن الصحيفة-أية صحيفة من السيطرة على اندفاع بعض تعبيراته المملة.. للصحيفة وللقارئ معاً!. - هو الذي يشك في بعض مصادر معلوماته التي اضطر للحصول عليها ممن يتطلعون الى مصالحهم الذاتية والتي هي سبب قيامهم بتزويده بمثل هذه المعلومات!. - هو الذي يؤمن بالعمل الجماعي مهما كانت قدراته.. وأن الصحيفة هي بمثابة سفينة ضخمة يستحيل ان تسير بدون طاقم كبير ومؤهل من البحارة ممن يقومون بأعمال مختلفة.. وبالتالي فإنه من المستحيل ان يقوم صحفي بعمل صحيفة بمفرده!. - (هو الذي لايستخدم مهنته لتبني قضية هو نفسه غير مقتنع بها.. ولايغير رأيه فيما قد كتبه لصالح قضية غير مقتنع بها؟!). - هو الذي يرفض قبول المادة او الهدايا.. أياً كان نوعها.. حتى ولو كانت مجرد ثناء ومديح خاص.. خاصة اذا كان ذلك يهدف الى التأثير على رسالته الصحيفة والاعلامية!. - هو الذي يعشق الصحافة.. كعشقه لذاته.. مما يدفعه الى الحفاظ على مبدئه.. لان الصحفي بدون مبدأ.. كشجرة جرداء.. لهاهيكل محطم.. وبدون ظل!. -هو الذي يعمل صحفياً لانه يهوى هذا العمل بكل تباعاته.. وليس لانه لم يجد عملاً آخر؟!. - هذا هو الصحفي.. كما تراه نقابة الصحفيين الفرنسيين.. وكما يراه كاتب هذه الدردشه.. وبكل إيجاز ممكن. - وقد رأيت إهداء هذه التعريفات الموجزة الى زملاء المهنة.. خاصة التسعمائة والستةوالثمانون.. المعينيون بمؤتمرهم العام الثالث.. المقرر عقده مطلع الاسبوع القادم.. والذي هو الدفاع لهذه المقالة - أما مدى تطابق نسبة ضئيلة من هذه الاوصاف على نسبة ضئيلة من هولاء الزملاء الاعزاء.. فإن الوضع اليمني العام اليوم. !.. ووضع الصحافة والصحفيين السائد.. هما اللذان عندهما الرد الكافي والشافي؟؟! إعداد: يحيى عبدالرقيب الجبيحي
|
الثلاثاء, 03 سبتمبر 2013 01:49 |
أخلاقيات المهنة الصحفية ترتبط أخلاقيات الممارسة الإعلامية في دول عديدة بالتقاليد والأعراف أكثر من ارتباطها بالقوانين، لذا اهتمت العديد من بلدان العالم ، بإصدار مواثيق شرف إعلامية تحوى المعايير الأخلاقية التي يجب أن يسير على نهجها العام الإعلاميين والصحفيين لتحقيق أكبر قدر من من الأمانة والصدق في نقل المعلومات، ويرجع ظهور مواثيق الشرف على الصعيد الدولي إلى عام 1913 لتحسين الأداء الإعلامي وتوجيهه لصالح جمهور المتلقين، حيث بذلت محاولات عديدة لوضع قواعد سلوك مهني للإعلاميين. أقدم هذه المواثيق أطلق عليه" قواعد الأخلاق الصحفية" صدر في واشنطن عام 1926 ونشأ في ذلك العام الاتحاد الدولي للصحافيين واتخذ عددا من الإجراءات الهادفة إلى تنظيم المهنة ذاتيا بواسطة المهنيين من رجال الصحافة من بينها: إنشاء المحكمة الدولية للشرف في عام 1931 وتطبيق ميثاق الشرف المهني الذي صدر في عام 1939. ورغم ما عرفته الصحافة المغربية من تطور وحظ وافر من الأهمية خلال السنوات الأخيرة في حياتنا المعاصرة سواء كان ذلك بارتباطها بالتطور الكمي والتكنولوجي أو على مستوى الانفتاح الإعلامي على مصراعيه السمعي والبصري ولا ننسى المكتوب، وهذا ملاحظ من خلال بروز قناة وإذاعات جديدة خرجت إلى حيز الوجود. وحاليا يثار جدل واسع في مختلف أنحاء العالم وليس في المغرب فقط حول مدى فعالية تطبيق مواثيق وأخلاقيات المهنة الصحفية في التصدي لما يسمى بتجاوزات الصحفيين. و اللجنة الدائمة للإعلام العربي تعمل على متابعة أهم النبوذ التي يضمها ميثاق الشرف الإعلامي العربي والذي وقع إقراره من طرف مجلس الجامعة العربية بتاريخ 14 شتنبر 1978، بعدما قدمه ميثاق التضامن العربي الصادر عن أشغال مؤتمر القمة العربي بالدار البيضاء سنة 1965. وواضح أن اللجنة الدائمة للإعلام العربي التابعة لنفس المجلس حين سعت إلى وضع ميثاق من هذا القبيل فهي لم تنطلق مما هو سائد في التجربة الإعلامية العربية، بل انطلقت من اعتبار ما يجب أن يسود أو يكون في هذه التجربة. وميثاق الشرف من خلال لجنة المتابعة المنبثقة عن المناظرة الوطنية الأولى للإعلام تلزم الصحافيون العاملون في مختلف المنشآت الإعلامية المغربية بالمبادئ التالية: أولا: اعتبار حرية الصحافة، وحق المواطن في الإعلام والمعرفة، وحقه في التعبير عن رأيه بحرية كي يمتلك أدوات المشاركة الواعية والمستقلة في الحياة العامة للمجتمع وفي مراقبة المسئولين عن تدبير الشأن العام أهدافا يسعى الجميع لتحقيقها والالتزام بالدفاع عنها. ثانيا: التأكيد على وضع حد فاصل بين واجب عدم التعرض للحياة الخاصة للملك وأفراد الأسرة المالكية التي تعتبر ملكا لهم، والحق في المعالجة الصحافية لطريقة تدبير الحكم في بلادنا ومواكبة مطالب الإصلاح، وذلك بأسلوب يتسم بالرصانة والمهنية والنزاهة الفكرية، والاحترام الواجب لرئيس الدولة أمير المؤمنين. ويمكن إدراج في هذا الشأن حماية الخصوصية، فهي أيضا تعتبر مبدأ قائما في الكثير من مواثيق الشرف التي تضعها المنظمات والجمعيات الإعلامية، وتدل عليه النماذج التالية: ( مجتمع الصحافيين المحترفين... وينص أحد نبوذه على ما يلي: يجب أن تحول وسائل الإعلام دون خرق حق الأفراد في الخصوصية ). ميثاق محرري وكالة أسو شيت بريس احترام الحق الفردي في الخصوصية). اتحاد مديري أخبار الراديو والتلفزيون: ( على الصحافيين والإذاعيين أن يراعوا في جميع الأوقات الاحترام الإنساني للخصوصية الفردية... وأن يحسنوا التعامل مع الأشخاص الذين تتناولهم الأخبار). وهذا ينص هذا الموقف أيضا على عدم المساس بالشخصيات العمومية، أي له علاقة بما يعرف بالأشخاص ذوي الشهرة الاجتماعية، الاقتصادية، الفنية والفكرية... حيث يرى هؤلاء بأن التعرض لنشر أخبارهم الخاصة، هو مجرد الإساءة إلى مراكزهم ومجالات نفوذهم، وغالبا أيضا ما يعيدون ذلك إلى التحريض المؤدى عنه من جهات لها مصالحها الخاصة وكثيرة الشخصيات من هذا العيار التي تم الإطباق العام على سلوكياتها. ثالثا: اعتبار الوحدة الترابية للبلاد من الثوابت، ومن واجب الصحافة عدم التحريض على الانفصال أو تشجيعه أو الإشادة بأعمال العنف وتبريرها، ويحق للصحافة الوطنية الحصول على كل ما تحتاجه من معلومات ومعطيات من المصادر التي تتوفر عليها، ما لم تكن سرا من أسرار الدفاع الوطني، كما يحق لها نشر ما تراه يستجيب لحق المواطن في الإطلاع والمعرفة. رابعا: الصحافي المهني وسلوك التقمص: قد يتقمص أحد الصحافيين دورا خاصا يتستر من خلاله على مهنته الصحافية الأصلية، وقد يرافق هذا التقمص استعمال أدوات تسجيلية وتصويرية عن طريق الإخفاء. وكل ذلك بغاية انجاز تحقيق يهم إحدى الوضعيات والتي تكون عادة مشبوهة بأفعال من قبيل التزوير والاختلاس أو الإساءة للنفع العام والمؤسسات العمومية كالمستشفيات والخيريات وغيرها... هذا الموقف نجد من ورائه دائما عدة دوافع، وهي تختلف بين التفرد والسبق الإعلاميين واستقطاب عدد إضافي من المتلقين، ما يجعل أمر الإقدام عليه ذا إثارة خاصة وجاذبية قوية في الممارسة الصحافية، بل نجد أن بعض الصحافيين سيستفيدون من جوائز تقديرية على انجازاتهم الصحافية، ومع ذلك فالصحافيون والنقاد سيضعون هذا الموقف في دائرة اعتبار مزدوج: فالشطر الأول ينظر إليه كسلوك شائن لا يخلو من الخداع، وبالإمكان تعويضه بالسعي الحثيث وراء الحقيقة عن طريق التحري الدقيق والتسلح بشجاعة اقتحام مصادر الخبر علانية سواء كانت أشخاصا أو أماكن. أما الشطر الثاني يرى في الخداع إمكانية مشروعة في حالة كونه ممثلا للأسلوب الوحيد والمتاح كما في حال تأديته لمهمة تخدم الصالح العام. خامسا: عدم المس بالتعددية العرقية والثقافية للشعب المغربي، ونبذ العنف والإرهاب، ومجابهة خطاب التفكير والكراهية والعنصرية،والامتناع عن الإشادة بها والترويج لها. سادسا: احترام الكرامة الإنسانية وعدم التشهير بالأشخاص أو المس بأعراضهم وشرفهم أو لونهم أو جنسيتهم أو دينهم أو صفاتهم الجسمانية، وفي جميع الأحوال احترام الحياة الشخصية للأفراد. ويدخل في بابها أيضا استغلال المآسي: وذلك بأن يقوم صحافي بتصوير مشاهد إنسانية مصابة بالتشوه الخلفي أو تعرضت لجرائم بشعة، فيستغرق في الوصف إلى حد تعرية موضوع النشر من حرمته الإنسانية.إلى غيره من الحالات التي تدخل في نفس الاتجاه والتي تصنع قصة خبرية غالبا ما تستهوي الكثير من النشرات الصحافية بحوافز متجددة، لا يكون أهمها إلا حافز الإثارة كما هو قائم حاليا في عدد من النشرات المتنافسة، وتبقى في هذا الموقف ومثله مسألة أخلاقيات المهنة مستحقة وبشكل جدي لما يفيد معناها السلوكي والشخصي كقمة فكرية وثقافية، قبل معناها المهني الصحافي. وتواجه مواثيق الشرف وأخلاقيات المهنة الصحفية في جميع البلدان وليس المغرب فقط مشاكل كبيرة تؤدي إلى عدم تطبيقها مما يودي إلى لجوء بعض الحكومات إلى فرض قوانين تقيد العمل الصحفي. وأخيرا ستظل قضية أخلاقيات المهنة محل جدل وجذب وشد بين الصحفيين والحكومات بسبب اعتقاد كل طرف أن الطرف الآخر لم يوفي بالتزاماته اتجاه الآخر، رغم أنها بدأت في طور التلاشي بعد انطلاق ثورة المعلومات والصحافة الالكترونية العبرة للحدود والقنوات الفضائية التي لن يوقفها رقيب وستدخل كل بيت بمجرد الضغط على الأزرار. |
الاثنين, 02 سبتمبر 2013 14:28 |
فى إطارالجهود التى تقوم بها الدولة لتنظيم النقل والتخفيف من الضغط وانسيابية المرور قررت السلطات العمومية مؤخرا حظر تجوال الشاحنات داخل العاصمة من السادسة صباحا إلى الحادية عشرة ليلا. وقد خلف هذاالقرار ردود أفعال متباينة من حيث امكانية تطبيقه على أرض الواقع والمشاكل التي يطرحها هذا التطبيق وتأثيره على تنظيم المرور داخل العاصمة. وسعيا من الوكالة الموريتانية للانباء للوقوف على ذلك حاورت المسؤولين عن تطبيق القرار والمشمولين به ورصدت انطباعاتهم حول حيثيات التطبيق حيث أوضح النقيب علالى ولد سيدنا عالى ضابط فى التجمع العام لأمن الطرق المسؤول المشرف على تنفيذ القرار أن القرار يهدف إلى منع شاحنات حمولة فوق 5ر3 طن من التجوال وسط العاصمة ابتداء من الساعة السادسة صباحا وحتى الحادية عشر ليلا عبر مداخل العاصمة الأربعة ومن خلال نقاط تابعة لأمن الطرق تم وضعها لتوجيه السيارات القادمة سعيا إلى التخفيف من الضغط داخل المدينة وانسيابية المرور. وأضاف أن العملية بدأت يوم الأحد الماضي مضيفا أنه تم اعتماد بعض الآليات منها ماهو تحسيسي عبر الإذاعة والتلفزة والوكالة الموريتانية للانباء واستخدام دوريات تحسيسية كما تم استخدام آلية ردع لمخالفي هذاالقرار تتمثل في حجز أي سيارة مخالفة مع غرامة ستة آلاف أوقية على أن يتم الإفراج عنها بعد الحادية عشر ليلا مع تحرير محضر لكل سيارة مخالفة. وأشار النقيب إلى أن هناك عددا من السيارات لاينطبق عليها القرار المذكور مثل سيارات النظافة والصرف الصحي والباصات الخفيفة لنقل البضائع، مشيرا إلى أنه يسمح للشاحنات بالشحن والتفريغ ابتداء من الرابعة مساء فى نقطتين هما سوق شارع الرزق وسوق مسجد المغرب والخروج عبر طريق عرفات في وقت يحظر فيه على الشاحنات التجول طيلة الوقت في شارع جمال عبد الناصر. وقال إن التجاوب مع القرار كان على المستوى، مشيرا إلى إنه تم التفاوض مع اتحادية النقل والتجار في هذا الخصوص داعيا المواطنين عموما والناقلين خصوصا إلى التجاوب مع هذا القرار باعتباره يخدم المصلحة العامة للمواطن. وبدوره أوضح السيدأحمد ولدأعمر بجاه رئيس قسم تفرغ زينة لاتحادية التجارة أن تطبيق القرار الخاص بحظر تجوال الشاحنات من السادسة صباحا إلى الحادية عشر ليلا خلف انعكاسات سلبية على الحركة التجارية اليومية وعلى المواطنين نتيجة عدم مراعاة خصوصية السوق مما ساهم فى رفع الأسعار. وأضاف أن تطبيق أمن الطرق لهذ القرار سبب بعض المشاكل مشيرا إلى أنه من حين لآخر تأتى رسائل شكوى من أصحاب الشاحنات الموقوفين بدون سبب أوبوضع ضريبة أكثر من الضريبة المحددة أصلا للسيارة فى حالة المخالفة والتى لاتتجاوز 6000أوقية فى حين تصل أحيانا 14000ألف أوقية. وقال أحمد ولد أعمر بجاه إنه ناقش القرار مع وزير الداخلية ووزير التجارة ورئيس اتحادية النقل وأمن الطرق وتم الاتفاق على طريقة لتنفيذ القرار تحترم المصالح العامة للتجار والمواطن. واشار إلى أن هذا الاتفاق تضمن السماح لسيارات الشحن بالتردد على بعض النقاط مثل سوق مسجد المغرب وسوق الرزق ابتداء من الساعة الرابعة مساء للشحن والتفريغ وأن يكون الخروج عبر مقاطعة عرفات كما تضمن حظر التجوال بشكل نهائى على الشاحنات في شارع جمال عبد الناصر وملتقى طرق مدريد من السادسة صباحاإلى الحاديةعشر ليلا. وأكد رئيس قسم تفرغ زينة لاتحادية التجارة التزام الاتحادية بالقرار مطالبا سلطات أمن الطرق بالالتزام باالاتفاق المحدد وعدم توقيف السيارات بدون مبرر.
|
الأحد, 01 سبتمبر 2013 14:10 |
ما من شك في أن المجتمعات البشرية مهما بلغت من العلم والتطور في عالمنا اليوم ستظل مرهونة بتراثها الإنساني الذي يميزها، فيه تري ذاتها وبه تقرأ مستقبلها، فأي مجتمع لا يملك موروثا ثقافيا يكون وعاءا مميزا لإفراده الذين ينتمون إليه، فإنه يظل مجتمعا عاجزا عن تجاوز الحاضر بخطوات واثقة، نظرا لغياب
|
التفاصيل
|
|
<< البداية < السابق 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 التالي > النهاية >>
|
|