الطبقية والطبقية المضادة
الأحد, 24 مايو 2015 20:02

altالنُّظُم الطبقية والعصبيات الجاهلية مثلت عبر التاريخ البشري ركنا شديدا يأوي إليه المستبدون والظلمة وأعداء الأنبياء من أجل ترسيخ الظلم وتشريعه ومحاربة المشاريع الدعوية للانبياء صلوات الله وسلامه عليهم .. اصطدم جميع الانبياء بالطبقية في مواجهة

ما يدعون إليه من قيم العدل والخير والمساوات : (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) .

وقد كان جواب نوح عليه السلام لهؤلاء شديد الوقْع والتبكيت : ( وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ). وأنزل الله تعلى على خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم قولا فصلا في هذا الموضوع ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

إن مناهضة الطبقية بمعناها السلبي واجب ديني ، ففلسفة الاسلام قائمة على المساواة أمام القانون وعلى نشر قيم الفضيلة والعدل ورحمة الضعيف والستر على المسيء حتى يكون الناس كلهم في مرتبة النبل والشرف .

وفي هذا السياق يدخل ثناؤه صلى الله عليه وسلم على الانصار وعلى أهل اليمن وغيرهم ، فلم يفهم أحد من الصحابة من غير هؤلاء أن في ذلك تنقيصا له حاشا وكلاَّ .

لكن كثيرا ممن يتصدى لمناهضة الطبقية ممن لم يستلح بسلاح العلم تتحول مناهضته لها إلى طبقية مضادَّة وجاهلية بغيضة تَحْمِله على انتقاص رموز الفضل والخير في المجتمع ومعاداة بعض الطبقات والمجموعات لغير سبب ، مع العلم أن هؤلاء ليسوا مسئولين التأسيس للطبقية فهي نتيجة واقع اجتماعي معقد لا يمكن اختزاله في أي مجموعة .

وهذا على عكس ما ينبغي أن يكون عليه الحال فنحن يجب أن نعترف للأفاضل وأهل الخير بفضلهم دون أن يعني ذلك الانتقاصَ من الآخرين. بل نسعى إلى بذل القيم وتربية الأجيال المتصاعدة حتى يعم الخير والفضل جميع الأفردا ، ويستاوى الجميع في الفُرُص . وحينها ستذوب الفوارق الطبقية أو على الاقل الجانب السلبي منها .

وقد قال صلى الله عليه وسلم : "النَّاسُ مَعَادِنُ ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا ". رواه البخاري ومسلم . وفي الحديث الآخر : " أمرنا أن ننزل الناس منازلهم" .

---------------

من صفحة الأستاذ محمد يحي احريمو على الفيس بوك

فيديو 28 نوفمبر

البحث